أخشى ألا يكون حال جامعة جازان مع الزملاء الإعلاميين في المنطقة كحال جحا مع ابنه وحماره، حين رآه الناس راكبا وابنه ماشيا فقالوا يالقسوته، وحين أركب ابنه ومشى قالوا يا له من مدلل لابنه أكثر مما يجب، وحين مشى الاثنان وتركا الحمار قالوا يا لها من بلاهة وحماقة... وقبل ربط الحكاية التراثية بحادثة مبنى الطالبات وتفاصيلها وتداعياتها يجب التأكيد أولا على رفض العنف الذي تعرض له زميلان من الإعلاميين مهما كانت المبررات، وعلى الجامعة محاسبة المتسببين في ذلك وتقديم الاعتذار وضمان عدم تكرار الحادثة بالتشديد على كل مرافقها والعاملين فيها بتقدير دور الإعلام واحترام الإعلاميين الذين يقومون بواجبهم المهني، ولا يداخلني شك أن الجامعة ستقوم بذلك دون تردد، كما لا أشك مطلقا أن الجامعة سوف تستفيد من الحادثة في اتخاذ أقصى الضمانات بأن تكون مبانيها، لا سيما المستأجرة، مستوفية لكل شروط السلامة، وألا تسمح لأحد بالتهاون أو التلاعب في شأن هام كهذا.. نعود لحكاية جحا ونقول: كانت الحادثة مفاجئة بالطبع، وفي مجمع مليء بمئات الطالبات، وفي حالة ذعر وهلع كهذه فإن الطالبات سيحاولن الفرار من الموقع بأقصى سرعة، ولن تهتم الطالبة في وضع كهذا بحجاب أو غيره، فهل كان ضروريا أن تتواجد الكاميرا في تلك اللحظة؟!.. لو سمح منسوبو الأمن بذلك وتسربت الصور فإن المجتمع سيلوم الجامعة على تهاونها وسماحها للإعلاميين بالتقاط صور للطالبات وهن في تلك الحالة. وحين لم تسمح إدارة الأمن بالمبنى اجتمع الإعلاميون وحدثت مشادة ما كان يجب أن تحدث ونتج عنها ما نتج. أي أن اللوم على الجامعة سيحدث في الحالتين، والأفضل أن يأتي من الإعلاميين الذين سيتفهمون الموقف بدلا من أن يأتي من المجتمع حين تظهر أو تتسرب صور الفتيات في وضع لا يجب أن يكون مثيرا لكاميرا صحفي مهني محترف.. على أي حال، فإن الجامعة قد سمحت بدخول من يهمه الأمر من الإعلاميين وغيرهم بعد إخلاء الطالبات مباشرة لمشاهدة الموضوع الأهم في القضية، وهو المبنى، وليس موضوع الإثارة، وهو ذعر الفتيات وهلعهن.. وبهذا نأمل أن تعود المياه إلى مجاريها سريعا بين الجامعة والزملاء الإعلاميين الذين نقدرهم كل التقدير. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة