لديهم الكثير يودون الحديث عنه، الشاطئ أو المرسى، السمك وأماكن تجمعاته، قوارب الصيد، وقوارب النزهة. صيادو الساعات الأخيرة من الليل، وطريقة صيدهم السحرية والسرية، الكثير من ذلك وغيره ما تحتضنه صدور أولئك الرجال!. صيادو ثول ذوو النوايا الطيبة والأيادي التي تصافح بالصدق والبياض، لم يتنازل أحدهم عن مهنته وما تركوها للوافدة مثلما فعل آخرون. خدمة مجانية البداية كانت من المرسى وحكاية هذا المرسى جديدة ولم تكن في السابق حيث يقول محمد حامد الجدعاني (68 عاما): كان المرسى الخاص بصيادي ثول في (خور مقرمة) القديم، والآن أصبح في هذا الموقع مرسى صيادي كورنيش ثول، والذي هو أصلا مجرى سيل، فالجميع يعلم جيدا أن هذا الموقع لا يصلح أن يكون المرسى، وإلا لماذا تركه القدماء، بالرغم أن الشركة الحالية هيأت المكان ووضعت سيارة خاصة لنقلنا من موقف السيارة إلى موقع القارب كخدمة مجانية. أما النقطة الأخرى تتعلق بأنه بمنع الأماكن التي يوجد بها (اللعف)، الذي هو الطعم الذي لا يستطيع الصياد الصيد إلا به، ولا يوجد إلا في المواقع التي منعنا من الذهاب إليها. وقد كانت الأماكن الوحيدة التي تورثنا إحضار اللعف منها، ولهذا نحن نتمنى حضور لجنة تستمع لملاحظاتنا عما نعانيه، وأن تؤخذ ملاحظاتنا بعين الاعتبار. إشراف الحدود يشاطره راضي غالي الجحدلي (55 عاما) قائلا: المسألة لا تحتاج إلى كل هذا التعقيد حيال الأماكن التي يقال بأنها غير مسموح، فلماذا لا نذهب إليها تحت إشراف سلاح الحدود أو غيره، أو أن يحدد توقيت معين لذلك، فهذه مسألة نطالب بإعادة النظر فيها، وخصوصا أنها أماكن مهمة لصيادي ثول ويعرف أهميتها كل صياد. مرسى لقارب واحد فقط يتدخل عبيدالله عوض الجحدلي قائلا: ما تم تحديده من أن لكل صياد مرسى واحد، بمعنى أن للكل صياد الحق في مرسى واحد لقارب واحد، فإن كان يملك اثنان عليه أن يدفع مقابله وهذا ينبغي إعادة النظر فيه وخصوصا أننا في المرسي القديم لا وجود لمثل هذا الاشتراط، فإن كنت تملك قاربا أو حتى عشرة يمكن إيقافها بلا مقابل، وطالما أن هذا المرسى بديلا عن المرسى القديم، إضافة إلى ذلك الرصيف الخاصة بالمرسى عال جدا ويضاعف معاناة الصيادين ويتعبهم في حالة الصعود وحمل السمك عند العودة من البحر أو عند النزول إليه وحمل المعدات ولوازم الصيد. قوارب النزهة محمد حامد الجدعاني يقول: منعونا من نقل المتنزهين بقوارب الصيد، وطالبونا بتوفير قوارب خاصة بالنزهة، ونحن كصيادين أحوالنا وظروفنا سيئة، عندما يشح البحر بالصيد مثل هذه الأوقات التي لا نتمكن فيها من الصيد، بسبب منعنا من أماكن (اللعف)، لذا يحاول البعض التعويض عن ذلك بنقل المنتزهين بواسطة القارب، وعندما قالوا منعنا من ذلك، أشترى البعض قوارب خاصة بالمتنزهين، ولكن عند إحضارها فوجئنا برفض نقل المتنزهين، والحجة هذه المرة، لأننا محسوبين على مهنة الصيد، فطالما أننا صيادين فلماذا لا يسمح لنا بنقل المتنزهين أو العمل في قوارب النزهة، و هذا أمر عجيب ويخالف قواعد السلامة. فهل من المعقول إرسال المتنزهين مع سائق لا يعرف شيئا عن البحر ولا الرياح و لا عن الموج ولا حتى عن تقلبات البحر المفاجئة، و لعله أيضا لا يعرف حتى كيفية إنقاذ الناس فيما لو تعرضوا لمكروه، فكيف يريدون من سائق قارب المتنزهين ألا يكون صيادا بمعنى لا علاقة له بالبحر؟ مشكلة الرسوم يعود راضي الجحدلي مجددا ليقول: الوضع لم يقتصر على منع الصيادين، بل إنهم وبعدما أحضرنا قوارب المتنزهين، وحسب طلبهم قرروا وضع رسوم على رسوا القارب هناك، وحسبت تلك الرسوم بالمتر وحسب حجم القارب، فكلما كبر حجم القارب زادت قيمة الرسوم، لدرجة أن الكثير من الصيادين وجدوا في هذا معاناة صعبة لا يمكنهم تحملها، ولهذا حملوا قواربهم ووضعوها أمام بيوتهم، ويمكن مشاهدتها داخل أو خارج بيوت الصيادين، لأنهم وجدوا هذه المطالب غير مقنعة بالنسبة لهم، كما أنها لا تتناسب وظروفهم المعيشية، فأغلب هؤلاء صيادين يريدون التعويض عن شح البحر، أو متقاعدين هجروا البحر، لهذا نتمنى لو تتم مراجعة هذه الأمور بحيث يكون رسو قارب المتنزهين مجانا، وخصوصا أنه لم يكن لنا الخيار في وضع القوارب هناك، كما نرجو أن يسمح للصياد بالعمل على تلك القوارب، مثلما يسمح له بقيادة قارب الصيد.