س: عملت معظم حياتي الوظيفية بوظيفة مدير، وكنت أعقد المراجعين بالنظام، حتى الموظفين كنت أكسر طموحاتهم وإبداعاتهم حتى أصبحوا محبطين. أشعر بتأنيب الضمير، وقد بقي على تقاعدي عام واحد، وأبنائي على مشارف التخرج، وأخشى عليهم أن يواجهوا شخصا مثلي يعقد حياتهم، ماذا افعل؟ عدنان الرياض ج: أخي عدنان أحب أن أقول لك لقد أستيقظ ضميرك متأخرا جدا، وكان أولى بك أن تعامل موظفيك بما يرضي الله عز وجل وبما تتقاضي عليه أجرا نظير تسهيل مصالح الناس التي كنت مؤتمنا عليها، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به». رواه البخاري ومسلم. وهي دعوة من النبي عليه السلام على المعقدين والمعسرين لأمور الناس في حياتهم، وأنت للأسف عصيت الله عز وجل وخنت أمانة عملك، فادعو الله عز وجل أن يغفر لك. وأما خوفك على أبنائك فقد جاء متأخرا أيضا، وتذكر كما تدين تدان، وأن سنة الحياة أن تكتوي بنار الظلم، ومن رحمة الله أن جعل ضميرك يستيقظ، ولو علم الله صدق نيتك وقبل إن شاء الله توبتك واستدركت ما بقي لك من زمن قبل التقاعد لتسهيل حوائج الناس وتطوير موظفيك ومساعدتهم والارتقاء بهم ومكنت الأمناء الأكفاء منهم قبل رحيلك، واعلم أن الوقت قليل أمامك مقارنته بسنين عملك الماضية، واجتهد ثم اجتهد بأن تكون صادقا ومخلصا في تمكينك للثقات وتسهيل الأمر لعل الله عز وجل يريح ضميرك. «مدرب ومستشار برامج إطلاق القدرات وتطوير الذات»