«حين تحل الموجعات فإنها تأتي دفعة واحدة» أول جملة نطقها عبدالإله الحارثي لوصف حاله وابنه المشلول خالد والحائر بين مؤسسات العلاج والتعليم. يروي والد خالد قصة معاناة ابنه منذ ولادته وحتى سن الوجع الذي وصل إليه يقول: ولد خالد أصغر أبنائي دون علمي بإعاقته، وبعد بلوغه العامين لاحظت عدم قدرته على المشي، فذهبت به إلى مستشفى خاص وأبلغني الطبيب الذي أشرف على حالته أنه يعاني من إعاقة في قدميه بالإضافة إلى ارتعاش في يده اليمنى وإصابته بتشنجات وصرع. ويذكر والد خالد «بعد أن بلغ خالد عامه الثالث ألحقته بمركز جمعية المعاقين في مكةالمكرمة للعناية به وبعد أن بقي في المركز مدة عامين تلقى خلالها التعليم المكثف ورعاية صحية دمجته الجمعية في التعليم العام». ويتأسف والد الطفل مستطردا «لم يتحقق المأمول من الدمج فقد انتقل من صف لآخر حتى وصل الصف الثالث الابتدائي دون أن يتعلم أيا من المهارات التعليمية لأكتشف أن الهدف من نقله للمراحل الأخرى بهدف التخلص من ابني لتتلقفه يد معلم آخر يقذف به لمن يليه». ويزيد والد الطفل خالد «أجرى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض لابني أول عملية تصحيحية لقدميه عام 1425ه، ومن ثم أجريت له سبع عمليات أخرى في فخذيه وساقيه وقدميه وذلك لتطويل الأوتار، وقبل عامين كسر المستشفى فخذ خالد الأيمن لتصحيح وضعها كونها كانت ملتوية، مشيرا إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي في مدينة جدة قرر إجراء عملية لخالد والتي كان موعدها في 17 رمضان الماضي، وبمراجعة المستشفى لم يكن الطبيب متواجدا لارتباطه بموعد آخر. ويضيف الأب «قرر الأطباء التاسع من شهر شوال موعد جديد للعملية لكنهم اعتذروا في اللحظة الأخيرة بحجة عدم توافر إمكانية إجراء العملية». وخلص الحارثي إلى أنه حاول علاج ابنه على حسابه الخاص إلا أن ضيق حاله لم يمكنه، إذ أن راتبه التقاعدي لا يتجاوز الأربعة آلاف معظمها تستقطع للديون واحتياجات الأسرة.