هو واحد من أكبر الأودية السعودية، وأكبر أودية تهامة، يمتاز بغزارة مياهه، وعذوبتها، وكثرة بساتينه، وتنوع محاصيله الزراعية، وأنجب أكاديميين، وأدباء، ومثقفين، وفيه منتديات ثقافية، تهتم بالقضايا الأدبية، والعلمية، والثقافية. هذا الكلام عن « وادي حلي» الذي أنشئ فيه ثاني أكبر سدود المملكة، بلغت تكلفته (226.6) مليون ريال، وطاقته التخزينية ( 249.86) مليون متر مكعب من المياه، لكن أهالي الوادي «يخوضون صراعا يوميا، مريرا، ضد الكثبان الرملية، غطت الطرقات، وتسببت في وقوع العديد من الحوادث المرورية». ( صحيفة عكاظ، 20 رمضان 1431ه، ص 13). «بلدية حلي» أعلنت عجزها عن مجابهة كثبان الرمال المتحركة، وبررت موقفها بتقادم معداتها المعطلة، الموروثة من بلدية «القوز» . هذا من ناحية ومن ناحية ثانية، ألقت البلدية الكرة في مرمى أمانة مدينة جدة «لعدم وصول الدعم المناسب، رغم مرور عام كامل على بدء أعمال بلدية حلي» فإذا كان هذا صحيحا، فلتسأل أمانة مدينة جدة، وليسمع الناس إجابتها، فالوضع في الوادي خطير، ومعرض لأن تطمره الرمال، ولكن المهم الآن إنقاذ الوادي من أخطارها، التي تكاد تلغي وجوده من الخريطة. واقع حال «وادي حلي» يرسم صورة مأساوية.. مع كل هبوب رياح موسمية، تنعدم رؤية الطرق وبخاصة الحيوية منها، وتبلغ المأساة ذروتها في «الحالات التي تضطر فيها الظروف القاهرة الأهالي، إلى نقل مريض، أو امرأة حامل، إلى مستشفى القنفذة العام، أو إلى المستوصفات الموجودة في مثلث حلي، حيث يواجهون مخاطر، بسبب كثرة المطبات، ووعورة الطرق، والكثبان الرملية». أما الأطفال هناك فانتشر بينهم مرض الربو، وبات آباؤهم وأمهاتهم في قلق، والأخطر أن هناك أسلاك كهرباء، أصبحت قريبة من متناول أيدي الأطفال، والسبب يا أمانة مدينة جدة، ويا بلدية حلي: كثبان الرمال التي تحاصرهم من كل جانب، وتزداد خطورتها مع الأيام، وتفرض أكثر من أي وقت مضى، تبني خطة عمل لإنقاذ الوادي، وسكانه، بمواجهة فاعلة على تجاوز المخاطر. على من يقع اللوم ؟ أعلى أمانة مدينة جدة ؟ أم على وزارة الشؤون البلدية والقروية ؟ أم على محافظة القنفذة ؟ أم على المجلس البلدي ؟ أيا كانت الجهة المقصرة، فالمطلوب سرعة التحرك لإنقاذ الوادي، وسكانه، قبل أن تقع الفأس في الرأس. أكتب هذا المقال وأمامي تحذير من الدفاع المدني، لسكان وادي حلي من خطر السيول، وارتفاع منسوب السد، ومحاصرته للقرى. BADR8440&YAHOO.COM فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة