كنت واحدا من أولئك الذين تابعوا الجدل العنيف حول مناهج التعليم، وكيف تم إدخال الشيخ يوسف الأحمد للتعليم من أجل صياغة كتبه وهو أحد المتشددين أو المتطرفين في آرائهم لحد أن لديه اعتقادا بأن البشر فاسدون، وعلينا مراقبتهم والفصل بين الجنسين وإلا سيحدث «سعار» إن لم نفصل بينهم حتى في الحج. وكان الحوار في أحايين كثيرة يصل للشخصنة من المتحاورين، وفي أحايين نادرة تطرح أسئلة مهمة، كسؤال: إن السماح للشيخ يوسف يعني أن العاملين على المناهج يتوافقون معه في الأفكار ويرونه أفضل من يعبر عن فكرهم، لهذا القضية ليست قضية تشدد الشيخ يوسف بل هي قضية كم من العاملين في المناهج تتطابق أفكارهم مع تشدد الشيخ يوسف؟. ما لفت انتباهي في هذا الجدل، أن هناك لزمة تستعمل دائما بغض النظر هل الجدل أو الصراع موجه ضد أحد المتشددين أو العكس. هذه اللزمة هي: كفوا عن الحوار حتى لا يتفكك المجتمع، أو كما قال دكتور يعمل «استشاري إدارة المشاريع التطويرية واتخاذ القرارات وحل المشاكل» في دفاعه عن الشيخ يوسف الأحمد: «الصراخ والعويل على صفحات صحف سيارة، يقرأه الكثير من الناس، حول مشاركة الشيخ يوسف لمجرد المشاركة هو نقاش شخصي لا قيمة له، يفكك المجتمع أكثر مما يجمعه، ونحن لا نحتاج لتفكيك مجتمعنا». مع أن الدكتور الاستشاري لا يحدد لنا ما هي مواصفات النقد البناء، بيد أنه يؤكد أن نقاش القضية تفكك المجتمع. هذه اللزمة التي تستعمل ومن كل الأطراف، وإن بدت للوهلة الأولى أن طارحها حريص على المجتمع، إلا أنها تحمل في طياتها أداة قمع للرأي الآخر، وأن من يطرح رأيا مخالفا «لأصحاب هذه اللزمهة» سيدمر المجتمع، فهل المجتمع قابل للتفكك بسبب نقاش عن كتاب فقه لصف أولى ابتدائي؟. ثم كيف وفي لحظات الصفاء أصحاب هذه اللزمة يؤكدون لنا أن مجتمعنا غير قابل للتفكك مهما حاول البعض؟. خلاصة القول: إن المجتمعات التي تدرب أبناءها على الحوار والاختلاف، وتم تعليمهم بأن لا أحد يملك الحقائق النهائية، هو مجتمع قابل لأن يتحاور في كل شيء وأي شيء، لأن كل طرف سينطلق من أن ما يطرحه وجهة نظر خاصة وليست حقيقة، فيما المجتمعات التي لم تدرب أبناءها على هذا، ينطلق الفرد فيها على أنه ممثل للخير والملائكة ومن يخالفه شيطان يريد تفكيك المجتمع، وإن كان الاختلاف حول عمل المرأة «كاشير». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة