ردا على استفسار كريم مع الشكر الجزيل لمن اتصل طالبا الإيضاح.. أكتب هذه السطور، وقبل البدء.. أود الإشارة إلى أننا في الغالب عندما ننشر كلاما يبادر الآخرون إلى محاسبتنا عليه، في الغالب يكون الحساب بلا مواجهة يغلب عليه الظن والتخمين أو التفسير من طرف واحد، وعلى أساس ذلك تكون المحاسبة.. وهم ندرة ومن النادرين أولئك الكرام الذين يستفسرون ثم يحاسبون! لذا أنشر ردا على استفسار تلقيته يوم أمس حول ما نشر هنا عن المندوبين السعوديين الذين يمثلون بلادهم في الخارج.. وما تجدر الإشارة إليه أيضا أن الكثيرين لا يدركون الفرق بين عملية الكتابة وعملية النشر! وكثيرون يعتقدون أنها واحدة! بينما الفرق كبير! النشر عملية تشاركية، أي تتم بالمشاركة بين من يكتب وبين الصحيفة التي تنشر.. وللصحيفة الحق في أن تختار ما تنشره وما تلغيه بالقلم الأحمر، أو حتى تلقيه كله في سلة المهملات! هي حرة لا نملك نحن محاسبتها، ولا هي عندها استعداد للنزول عند رغباتنا! أما عملية الكتابة، فهي عملية انفرادية يقوم بها من يكتب وحده بلا شراكة أو شريك! وبين هاتين العمليتين الطريق إلى الجحيم.. أو النعيم!! ومن يكتب حر في تحديد ما هو النعيم بالنسبة له وما هو الجحيم!!. وكثير من الذين واللواتي يكتبون وينشرون يفضلون طبعا «النعيم»، وكثيرون يحاولون السير بين بين، وهذه أصعب أنواع الألعاب الخطرة أن تمشي بين خطوط النار.. ولا تقع فيها!! وآخ كم هو مخيف ومؤلم في آن!! في الكتابة النجاسة واردة!! فحين تغمس القلم في محبرة العقوق والجحود والنكران، وتمشي بين الناس بالوعيد والتهديد والكذب والافتراء لأنك حامل قلم تكون قد غرقت في النجاسة إلى أطراف أذنيك!!! وحين تعمد إلى أساليب الشتم والتحقير وتعمد الإساءة لمن اختلفت معه في الرأي لمجرد أن تدافع عن نفسك تكون قد لامست النجاسة إلى حد الالتصاق!! ولا ينفعك حينئذ إلا التوبة والطهارة!! وإذا مارست النقد على أنه فرصة للقضاء على الخصوم يكون ما بينك وبين النجاسة ما بين الجفن والعين! أما إذا خضت في الأعراض، وتعمدت نبش النقائص في الإنسان، وفضحت ما يجب أن تكتم، وأعلنت سرا لا يصلح أن يعلن.. لمجرد إثبات أن الصحافة حرة والكلمة حرة، وما تعرفه اليوم هو خبر الغد! إذا فعلت ذلك تكون خائضا في النجاسة وأنت تعتقد أن فيك طهارة!! للكتاب أخلاقيات ومسؤوليات ومعادلات تقوم على وزن الأمور قبل الوقوع في المحظور! ومحظور علينا أن نكذب أو نفرق بين الناس حسب مصالحنا! أو نكتب النقد بهدف الصيد في العكر! أو نكتبه للتشهير وليس للبناء والتعمير! يخطئ كل من يظن أن في الكتابة المنشورة طريقا معبدا، ويخطئ من يظن أيضا أنه طريق بلا نهاية!! لم أبدأ الرد على الاستفسارات وقد انتهت الزاوية، إنما أردت القول قبل الرد بأنني لا أكتب عن هوى، ولا أتعمد التجريح، ولا أحب الإساءة!، ولا أبحث عن السواد في النقاء!، ولا أدعي الصواب!.. والرد يأتي بإذن الله لاحقا!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة