وسطنا الرياضي يضج بالعديد من «المطبلجية» حسيا ومعنويا، إذ اعتدنا أن نشاهد حملة «الطار» على المدرجات مصطفين في جوقة الهاتفين «عليهم .. عليهم» وهو جو احتفائي يندر أن تجده في بقية الملاعب العالمية التي تخلو من «مكبرات الصوت» الصادحة بأصوات قادة الروابط التشجيعية لكل ناد من أنديتنا. لكل إنسان حق في تشجيع ودعم النادي الذي ينتمي إليه، ولا أحجر واسعا في هذا الشأن الاحتفائي الذي يمثل في مساحة الاستمتاع المحدودة في مجتمعنا المجال الخصب الوحيد للتنفيس عن كوامن النفس المشحونة بضغط العمل والأجواء الاجتماعية المتأزمة؛ لكن حينما نشاهد أقلاما على جادة صحفنا «تطبل» كراهية وتعصبا في مواضع لا تستدعي إلا الوقفة الواحدة؛ فهذا بحد ذاته مدعاة للتأمل في نعمة العقل. كاتب صحافي يصف نفسه بالجماهيرية اللامحدودة، صرح قبل أيام لصحيفة «سبق» الإلكترونية أنه سيبادر إلى نحر أربعة من رؤوس الإبل عند خروج نادي الهلال مهزوما من استحقاقاته الآسيوية، ووجه حديثه إلى نادي ذوب أصفهان الإيراني قائلا «عليكم بإخراج الهلال من البطولة، وأنا سأقوم بنحر رؤوس الإبل والاحتفال بتلك المناسبة، بس طلعوا الهلال»!، لا ياشيخ.. عسى ما تكلفت بس؟!. هذه الحالة تمثل وصفا مثاليا يستحق الدراسة لحالة التوتر المشحون في أطياف المجتمع الرياضي والصحافة الرياضية على وجه التحديد، إذ يبرز الفرق الشاسع بين كتيبة «الهياط» الرياضي وبين حملة القلم الرزين الناقد، وإن كانت الميول تطغى على الكاتب إلا أنها أمام تحفيز حالة الوعي تغيب عندما يسكب مداده، ولنا في أصدقائنا العكاظيين خير مثال؛ فرغما عن «أهلاوية» أحمد الشمراني و«هلالية» صالح الطريقي لم يكن موضوع التأليب على «الآخر» شائعا في طرحهم، فكيف إن كان ممثلا للوطن في منافساته. وعودا إلى حديث الصحافي الذي أعاد سبب شعبيته الجارفة إلى صراحته، متناسيا على حين «هياط» أن الشعرة الفاصلة بين الصراحة والوقاحة قد قطعت في حديثه المشحون بالتعصب وتجيير الأحداث والمواقف إلى غير موقعها، وأصدقكم القول: إني لا أتفاجأ من سقط قوله بمقدار تعجبي من الجهة المسؤولة «النائمة في العسل» عن مثل هذا التصريحات المسيئة إلى مشهدنا الرياضي، ولا أعتقد إن غمرنا الهلال أو النصر أو الاتحاد بعشقه ستكون قاعدة المثل المتطرف «أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب» هي الشائعة في أروقة أنديتنا الرياضية، فرفقا بعقولنا التي ملت ضجيجكم يا معشر المتعصبين، وهنيئا مريئا لمدعوي وليمة رؤوسك الأربعة يا كاتبنا «الجماهيري»!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة