لست مهجوسة بفكرة الإقصاء والتمييز أو البحث عن مؤشرات ودلائل «نفي» يصعب احتواء غزارتها إذا ما حاولنا إجمالها وهي مواقف موجهة للأنثى، بالتأمل فيها وتتبع جذرها الذي أنتجها لا نجد لها تفسيرا عدا اعتبارها حالة نفي للمؤنث غير مبررة. ما أناقشه اليوم يحمل موقفا لا يرتكبه البسطاء كما يحاول البعض من النخب إسقاط فعل «النفي» عليهم بل قد يوغل النخبة في الاجتهاد لارتكاب فعل الإقصاء رغم ما يحمله هذا المشهد من تناقض. المخرج السوري لمسرح جادة عكاظ هذا العام علاء كامل قال لهذه الصحيفة أول من أمس إنه تم تعديل ظهور شخصية الشاعرة الخنساء بشخصية «رسول» من الخنساء، وعلل ذلك تعليلا وقفت أمامه مشدوهة لأنه يرسم صورتنا في ذهن الآخر الذي تواردت إلى تشكيل رؤيته أفكارا تتعلق بالمنع والحجب والإقصاء للأنثى في بلادي .. فكرسها بدوره وارتجالا منه، إذ يبرر بقوله: «لم تشارك الخنساء لعدم رغبتنا في إشراك صوت أو عنصر نسائي في العمل، وهذا مشهد تم تعديله من قبلنا، لأنني لاحظت الرغبة في الابتعاد عن أي شيء قد يكون فيه اختلاف كموضوع العنصر النسائي في العمل، وأضفنا فكرة وجود هودج الخنساء، وكان لدينا مشكلة في تنفيذه، وإبعاد العنصر النسائي أمر لم نتلقه بشكل رسمي، ولكنها من ضمن الأمور التي تم نقاشها قبل بدء العمل»!! فلاشات • حضر صوت المؤنث في أوبريت مهرجان الجنادرية وغاب تجسيد الخنساء في سوق عكاظ حتى على مستوى الصوت!.. ورغم أن الجمهور الذي شهد المهرجان يوميا نصفه نساء..! والمتواجدات من النخب بين شاعرات وإعلاميات ومثقفات تشاركن مع الرجال إحياء الندوات حضورا ومشاركة وتناقشن حتى منتصف الليل على شاشة «الثقافية».!! • أحلم بأن تشارك المرأة في شكل صحي وفي الضوء بدون الالتفات للأصوات النشاز والتخوف من مجهول نستعد له بإقصاء المرأة نتيجة «الجنوسة»، وإن مبرر إقصائها ليس إنها لم تكن متواجدة وفاعلة في صدر الإسلام بل لأنها «أنثى».! • أي إقصاء لأنثى مبدعة وفاعلة في بدايات صدر الإسلام يحمل نسبة من تحريف التاريخ أو تغييبه أو الالتفاف بما يكرس النفي والإقصاء وهذا مناف للأمانة العلمية والأدبية في النقل ويسقط غياب الأنثى عن المشهد في وعي ووجدان المتابع فيتوقع أن هذه هي الحقيقة وهذا غير صحيح.! • في سوق عكاظ يبدو لي أن كل النساء حضرن .. وغابت «الخنساء».!.. أليست مفارقة أن تقف مجموعة إناث يطالعن رجلا يلقي قصيدة من قصائدها وتغيب الأنوثة عن المشهد بما يوحي بأن إبداع الخنساء كأنه قدم بواسطة «وكيل شرعي».!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة