دعا المخرج السوري لمسرح الشارع في جادة سوق عكاظ هذا العام علاء كامل كافة المنتجين في سورية وغيرها إلى التوجه لسوق عكاظ للاستفادة من المكان لإخراج أعمال تاريخية سواء لعكاظ أو لغير عكاظ. وأعرب ل «عكاظ» المخرج علاء في أول حوار صحافي بعد توليه مهمة إخراج مسرح الشارع في الجادة عن دهشته بما شاهده من عمل داخل السوق ومن تنظيم وحضور كبير لم يكن متوقعا بسبب تزامن افتتاح السوق مع العام الدراسي.. كما تحدث عن قصة اختياره لإخراج مشاهد مسرح عكاظ في دورته الرابعة، والسبب الذي منعه من إدراج شخصية الخنساء ضمن المشاهد التمثيلية في الجادة.. وإلى الحوار: • حدثنا بداية عن قصة اختياركم لإخراج مشاهد مسرح الشارع في سوق عكاظ هذا العام؟ تم اختياري من قبل الهيئة العليا للسياحة بناء على رؤية سابقة قدمناها في سوق عكاظ العام الماضي، وقدمنا الأفكار المناسبة، بعدما رأينا مواطن الضعف، واعتمدنا على النص بأن يكون مرتبطاً بقصص من سوق عكاظ، تحمل الدراما، والتمثيل المشهدي، فالمسرح الذي لدينا هو مسرح الشارع، ويحتاج إلى إيقاع حركي ومشهد بصري جميل، وقد حرصنا على الربط والدمج بين الفكرتين من خلال مشاهد تمثيلية تم تجهيزها في سورية، وبعد أن قدمنا النص وتم اعتماده، بدأنا في اختيار الممثلين والشخصيات، وتم تدريبها في سورية كذلك، وأحضرنا ممثلين للمسرح التاريخي ومدربين ذوي خبرة منذ سنوات في العمل التاريخي، بعدها دخلنا في ورشات عمل حتى انتهينا من البروفات التحضيرية، ومن ثم دخلنا في البروفات النهائية في سورية، وأثناء ذلك كانت هناك ورشات بالتوازي، كورشات الملابس والإكسسوار والديكور، وهذا كله يعتمد على رؤية السينوقرافيا والإشراف النهائي للعمل، ثم جينا على سوق عكاظ وقدمنا الرؤية والتنفيذ الحركي ضمن بروفات، وعمل عرض خاص للافتتاح. • كيف رأيتم ردود الأفعال بعد أول عرض؟ كانت مميزة جدا ورائعة ولله الحمد، وهذا ما لمسناه من الحضور، وقد حصدنا شهادة الأمير خالد الفيصل، بأن العمل كان جميل جدا، وهذه شهادة كافية لنا. • ما هي العناصر التي اعتمدت عليها في تقديم المشاهد، وما هي الفترة التي استغرقها العمل؟ بدأنا باختيار عروض ومشاهد تشويقية، كالمشهد التمثيلي الذي ينتهي بمشهد طريف، واعتمدنا في المشاهد على البداية الدرامية والانتهاء بحركة، كمعركة أو فنون أو ما إلى ذلك، كما أدخلنا الفنون التي كانت عند العرب في ذلك الوقت، كالمبارزة بالسيف والمصارعة، ولدينا كذلك مشاهد الفروسية والشعر كمعاكظة الشعراء، وكل ذلك العمل استمر سبعة أشهر من العمل المضني المكثف. • حدثنا عن الصعوبات التي واجهتموها في مسرح الشارع، وما هي أبرز شخصيات سوق عكاظ التي تم اختيارها؟ مسرح الشارع يحتاج إلى جهد كبير جدا على طول جادة سوق عكاظ، والعرض الرئيس منقول فضائيا وعلى الهواء مباشرة، وهنا تكمن صعوبة إخراج مشاهد مسرح الشارع، فنحن نواجه مشاكل هائلة إذا كان لدينا مشهد درامي واحد فما بالك بثمانية مشاهد تمثيلية أمام هذا الحضور ويتخللها فنون ومعركة وإلى آخره، ولكننا تعاونا مع متطوعين في الأمن والحراسة ليتم إبعاد الزائرين عن المشاهد التمثيلية لوجود خطر عليهم في مسيرة الجمال والخيول وكذلك وجود السيوف.. أما أبرز الشخصيات فلدينا أولا العرض الرئيس الذي يتكرر كل يوم، ولدينا في كل يوم قافلة جديدة لأحد شعراء عكاظ عبارة عن شخصية مميزة كانت في سوق عكاظ كامرئ القيس وعمرو بن كلثوم وقس بن ساعدة (خطيب السوق)، والنابغة الذبياني (حاكم السوق)، والشاعر حسان بن ثابت وهو لم يذكر باسمه، وإنما باسم (الأعرابي)، وكذلك الخنساء، ولكن تم تعديلها بشخصية رسول من الخنساء، بسبب مرضها، لعدم رغبتنا في إشراك صوت أو عنصر نسائي في العمل وهذا مشهد تم تعديله من قبلنا، لأنني لاحظت الرغبة في الابتعاد عن أي شيء قد يكون فيه اختلاف كموضوع العنصر النسائي في العمل أو ما شابه ذلك، وقد أضفنا فكرة وجود هودج الخنساء، ولكن أيضا كان لدينا مشكلة في تنفيذه، وإبعاد العنصر النسائي أمر لم نتلقاه بشكل رسمي، ولكنها من ضمن الأمور التي تم نقاشها قبل بدء العمل. • كم عدد الممثلين الذين استعنت بهم في المشاهد التمثيلية، وهل يوجد اسم للعرض؟ العرض اسمه مسرح عكاظ، وقد كان هناك اقتراحات لتسميته شمس عكاظ أو فجر عكاظ، لكن لم نعتمد على موضوع تسمية العمل لأنه عمل يعكس البيئة، والمشاهد أو الزائر للسوق يحتاج إلى فرجة تعكس له البيئة التي كانت في الماضي، وعدد السوريين في العمل 35 فنيا وفنانا، واعتمدنا كذلك على الممثلين المساعدين المتطوعين من المملكة والذي يبلغ عددهم بين ال 80 وال 120 ممثلا، إضافة إلى ورشات الحرف. • حدثنا عن مسرح الشارع؟ هو فن موجود من القدم، وهو مسرح يعكس حالة واقعية ضمن معالجة درامية وفنية، يكون من خلالها إبراز بيئة أو شخصية أو حدث كرنفال، فهو مزج ما بين الكرنفال والعمل المسرحي، لكنه دائما يخلق البيئة التي يوضع فيها لأنه قالب فني مسرحي نشاهد من خلاله البيئة الواقعية. • رأيكم في سوق عكاظ في دورته الرابعة هذا العام؟ أنا بصراحة متفاجئ جدا بهذا الحضور، ولا سيما أنه يقام هذا العام خلال أيام العام الدراسي، حيث كان هناك تخوف من عدم الحضور، لكن الحمد الله الحضور فاق التوقعات، بسبب الدعاية الجيدة للسوق، كما أن الإبهار البصري الذي كان في اليوم الأول لافتتاح السوق ساعد في جذب الحضور، وتنظيميا أفضل بكثير من العام الماضي، وكرؤية فنية اعتقد أن الممثل عندما يوضع في مكان حقيقي ويعكس دور ضمن هذه البيئة فهو تلقائيا يندمج ويعيش مع العرض، بخلاف العمل في استديوهات، فهذا أعطانا حافزا كبيرا لي وللممثلين بأداء الدور كما ينبغي. • هل تفكر في إقامة أعمال مسرحية أو تلفزيونية في مقر سوق عكاظ؟ طبعا .. فنحن بعدما شاهدنا بيئة عكاظ طرحنا فكرة أن يكون لدينا فيلم تلفزيوني عن سوق عكاظ بما أن البيئة جاهزة، وليست بحاجة إلى بناء ديكورات واستديوهات بإدارة وبميزانية معينة وبجهة منتجة معينة، فالموقع يجب أن يستثمر فنيا، فصناعة الدراما والتلفزيون من أهم الصناعات حاليا، والعمل الذي يقام هذا العام سيتم توثيقه، ولكن ليس فيلما تلفزيونيا، حيث يجب أن يكتب نص تلفزيوني يحكي عن بيئة عكاظ بما أن المكان أصبح جاهزا، وذلك بعد انتهاء مهرجان سوق عكاظ. • بصراحة .. ماذا ستقول عن سوق عكاظ للمخرجين والمنتجين إذا رجعت إلى سورية؟ سأتكلم بصراحة وبمصداقية عالية بأن هناك في منطقة ببقعة من الأرض جميلة جدا ترتبط بتاريخ كبير وعريق للعرب يجب أن يتوجه إليها كل المنتجين العرب للاستفادة منها لعمل تاريخي.