تذهل المتابعين الأرقام المهولة للمخدرات التي يضبطها رجال الأمن قبل أن تسمم جسد المجتمع، أرقام في خانة الملايين. أساليب أبسط ما يمكن أن توصف بأنها قذرة. وضعت في كل شيء حتى في المصاحف. المهم أن تدخل هذه السموم بأي شكل كان. الأخبار لا تكتفي بنقل الضبطيات ولكن تحمل أنباء عن رجال أمن ضحوا بحياتهم لحماية أبنائنا واستشهدوا، بينما نحن ننعم بالراحة ونمارس حياتنا بكل هدوء وسكينة. لذا من الضروري أن نقف احتراما لهؤلاء الشهداء أولا وثانيا للاحترافية والقوة والحسم التي يتمتع بها رجال وزارة الداخلية في التعاطي مع تجار القتل والفساد. حتى أصبحت نجاحات الأجهزة الأمنية تلقى احتراما محليا ودوليا كان آخرها ما تضمنه تقرير مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (يونودك) بأن المملكة من أكبر دول العالم ضبطا للمخدرات. وهذا مبعث أمان واطمئنان للمواطن والمقيم. وإذا كانت وكالة وزارة الداخلية لمكافحة المخدرات، والجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات (وقاية) يمارسون دورا توعويا مساندا للجهود الأمنية فمن الضروري أن نؤمن بأن هذا دورهم وعلينا انتظار النتائج. الحل يبدأ من المنزل، الأم التي علمتنا أن نلبس ملابسنا والأب الذي اصطحبنا معه إلى المسجد منهما البداية، والمدرسة أيضا فالوقاية لا تعني لوحات على الحائط وكلمة في طابور الصباح بل بحث واستقصاء حقيقي للوضع. ومن خلال استطلاع ومقاربة للمشكلة مع بعض الإخوة الاختصاصيين أعتقد أن المشكلة الأكبر هي ربط تعاطي المخدرات باكتمال الرجولة، فالسائد في أوساط المراهقين أن من يتعاطى حبوب الكبتاجون أو الحشيش هم شداد بأس ورجال أقوياء وسابقون لأعمارهم وهي باختصار «مرجلة». ونمت هذه الثقافة مع كثر لم يجدوا من يقف ليشعل الإشارة الحمراء كي يتوقفوا، فانتهى بهم الأمر في أربعة طرق إما موتى بسبب جرعات زائدة، أو مرضى نفسيين، أو مروجين ومتعاطين لا يفكرون غير في حبة حتى وإن باع أعز ما يملك، وما حدث في المنطقة الشرقية أخيرا خير دليل. والطريق الرابع في السجن يروي بطولاته واعتقاداته بأنه كان مغوارا في عبور أودية وصحارى لتهريب المخدرات. إن أكثر فئة يجب أن تتحالف المؤسسات الحكومية والمجتمعية لبحث وضعها وإيجاد حلول أكثر قوة لمنع تسرب المخدرات إليها هم المراهقون الذين يشكلون اللبنة المستقبلية للوطن. في منتصف 1427 ه، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية أن دور الأحداث تؤوي 948 طفلا وفتى تتراوح أعمارهم بين سبع إلى 18 عاما، قبض عليهم في قضايا تعاطي وبيع المخدرات. ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لا نعلم ماذا حدث وإلى أين اتجه الرقم في ظل مطالبة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بعدم السجن والبحث عن بدائل تربوية. لسنا الدولة الوحيدة التي تعاني من المخدرات ولكن من الضروري أن نعرف ماذا فعلت الدول التي عالجت المشكلة ولو جزئيا، والعلاج يحتاجه الجسد سريعا قبل أن يتفاقم المرض. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة