حاولت توصيات المؤتمر الدولي ال 11 للندوة العالمية للشباب الإسلامي «الشباب والمسؤولية الاجتماعية» إيجاد حلول لقضايا الشباب المختلفة بعيدا عن التعقيد والتطويل في سرد القرارات والتوصيات. وكانت آخر جلسات المؤتمر قد اختتمت أمس في فندق السلطان في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، بحضور وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس الندوة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد. وطالب المشاركون في المؤتمر تكثيف البرامج التدريبية للشباب لتنمية قدراتهم في مجال الخدمة والمسؤولية الاجتماعية، ودعم المراكز والجمعيات الاجتماعية في العالم الإسلامي وتفعيل برامجها بما فيها المسؤولية الاجتماعية، واستقطاب الشباب للعمل التطوعي، والاستفادة من الأندية الشبابية والرياضية في برامج العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية، وتفعيل الأنظمة والقوانين في الدول الإسلامية لدعم العمل التطوعي لدى الشباب، وتكييف الأنظمة والتكيف معها بما يجذب الشباب للعمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية، والاهتمام بالبرامج التي تجمع بين المسؤولية الاجتماعية الأخلاقية وبين البرامج المنتجة والداعمة للبناء الأسري في المجتمع، وتشجيع القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية على المساهمة بفعالية وجدية في دعم برامج المسؤولية الاجتماعية والشبابية منها خاصة، وإعطاء الأولوية في الفرص والعقود للشركات ذات البرامج الاجتماعية، وإجراء مزيد من الأبحاث والدراسات حول المسؤولية الاجتماعية، وتحرير المصطلح، وما يرتبط بالمسؤولية الاجتماعية من نظريات، وتشجيع الشباب على المساهمة في معالجة الفقر والجهل والبطالة. وأكدوا على أهمية توظيف الإمكانات المتاحة دوليا من خلال منظمات الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، والبحث عن الشركاء لما فيه مصلحة الشباب المسلم وتفعيل دورهم في دعم المسؤولية والعمل الاجتماعي، وإتاحة الفرص القيادية للشباب في العمل التطوعي والتخطيط له، والاستفادة من الموهوبين منهم وإبراز الكفاءات الخاصة والمتميزة وتوجيه الدول الإسلامية بالاستفادة من طاقات الشباب وتوجيهها التوجيه السليم، وإتاحة الفرصة للتبادل الثقافي العالمي بما يفيد وينتج مزيدا من ثقافة خدمة المجتمع، وتنمية الشعور الاجتماعي والمواطنة والنظام والوحدة بين الشباب المسلم ومجتمعه وأمته. وأكد المؤتمر على مسؤولية الأمة تجاه شباب فلسطين وغيرها من المناطق التي تتعرض للاحتلال، وضرورة دعم برامج الشباب الاجتماعية فيها، مؤكدين على التعاون بين الجهات ذات العلاقة بدعم المسؤولية الاجتماعية داخل الدولة الواحدة وبين الدول بعضها مع بعض، وخصوصا ذات التقارب الخاص في بيئاتها الاجتماعية، وإبراز الجهود الفردية المميزة الإبداعات الشبابية في مجال المسؤولية والخدمة الاجتماعية، والعمل التطوعي، ورصد إنجازاتها وتقديرها، ومنحها الحوافز التشجيعية ورعايتها. ونبه المشاركون على خطر العنف والإرهاب وآثاره السلبية على المجتمعات الإسلامية، ودوره في إضعاف المؤسسات الخيرية وما تتعرض له من ضغوط، والتأثير السلبي للعنف على المجتمعات والدول الإسلامية، وإجراء الأبحاث الجادة والواقعية لمعرفة أسبابه الحقيقية والحد منه بصورة جدية وواعية، مؤكدين ضرورة التوعية بخطر الانحلال الأخلاقي وأثره على الفرد والمجتمع، والوقوف في وجه المخدرات والمسكرات، ومنع ضررها. وجاءت توصيات المؤتمر لتؤكد على تفعيل دور المسجد في المجتمعات الإسلامية ودعم دورها في الإصلاح والمسؤولية الاجتماعية، والاستفادة من خطب الجمعة والمناشط الدعوية في هذا المجال، وإحياء القيم الإسلامية الاجتماعية والأخلاقية في نفوس الناشئة، وحثهم على العمل الخيري التطوعي وخدمة المجتمع. وأوصت بتشكيل لجان تتواصل مع الجهات الأهلية والرسمية لصياغة مشاريع إسلامية حضارية للأمة ورسم لاستراتيجيات عملية من خلال قنوات محددة للأمة وأفرادها للإسهام في مشروعها الحضاري، مؤكدة على تشجيع المبادرات الفردية والجماعية في العمل الاجتماعي والتخطيط لذلك، ودعم الشباب في هذا المجال، وتفعيل وسائل الإعلام المختلفة لتوجيه الشباب والناشئة للمشاركة في العمل التطوعي الاجتماعي والخيري، والمساهمة في خدمة المجتمع، وطرح برامج خاصة عن المسؤولية الاجتماعية عبر وسائل الإعلام، والتفاعل مع الجهات الحكومية والخاصة لبناء الإنسان المسؤول، وتوجيه مناهج التعلم بكافة مستوياته في الدول الإسلامية لتربية الشباب والأجيال على المشاركة في البرامج الاجتماعية، وحث الحكومات الإسلامية على مزيد من دعم ورعاية العمل الخيري الاجتماعي التطوعي وتيسير أموره نظاميا وماديا. وطالبت توصيات المؤتمر الدول الإسلامية تقدير المؤسسات والمنظمات الخيرية والمبادرات التطوعية التي تنمي المسؤولية الاجتماعية وحمايتها ودعمها ماليا ومعنويا، وتركيز برامج العمل الاجتماعي والخيري على ما يساعد على ربط العلاقة مع الحكومات المحلية والمنظمات العالمية، ويجنب العمل الخيري الضغوط القانونية المحلية والدولية، والاهتمام بالجانب البيئي من المسؤولية الاجتماعية وتشجيع الشباب على كل ما يسهم في حماية البيئة ونظافة أوطانهم وما يخدم ذلك من تدوير للنفايات أو حماية للموارد، وثقافة استهلاكية، وتشجيع الدعم المادي لبرامج المسؤولية الاجتماعية فرديا وحكوميا ومن قبل القطاع الخاص، والتأكيد على أن انخراط الشباب في العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية، والعمل على إيجاد فرص العمل والحد من البطالة من خلال البرامج الحكومية والخاصة، وبرامج التدريب والتنمية الاجتماعية، ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين الشباب في المجتمعات الإسلامية بما يساعد على الترابط والتنمية المشتركة للمسؤولية الاجتماعية، وإيجاد ورش عمل متخصصة لنقل التجارب التطبيقية لدى الشباب ودورهم الاجتماعي، وتشكيل لجنة من المنظمات الإسلامية الشبابية لدراسة تأسيس كيان عالمي يعنى بتطوير وترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية في أوساط الشباب، والاهتمام بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة والنظم الإسلامية كحافز لتعميق الإيمان والعلم والشعور بالمسؤولية. وشكر المشاركون في المؤتمر رئيس وحكومة إندونيسيا على استضافتها للمؤتمر، معبرين عن شكرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على رعايتها قضايا الإسلام والمسلمين، ودعمها المستمر للندوة، خاصة أن المملكة دولة مقر لها.