يبذل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفاؤه الديموقراطيون في الكونغرس قصارى جهودهم قبل شهر من استحقاق الانتخابات التشريعية لمنتصف الولاية، في مواجهة خصوم جمهوريين ترجح استطلاعات الرأي فوزهم على خلفية موجة من الاستياء. فمن ويسكنسون (شمال) حيث تحدث أمام 26500 شخص إلى ايوا (وسط) مرورا بفرجينيا (شرق) أمام تجمع حي، كثف باراك أوباما تنقلاته الانتخابية هذا الأسبوع مستعيدا نبرته أثناء حملته الرئاسية في 2008. وفي الكونغرس أوقف الديموقراطيون أعمالهم منذ مساء الأربعاء ليسلكوا طريق المعركة قبل أسبوع مما كان مقررا. والخميس استقبل أوباما الزعماء الديموقراطيين في اجتماع استراتيجي أخير في البيت الأبيض قبل الانتخابات. وقال مصدر ديموقراطي في الكونغرس «إنها فرصة لكل منهم للمجيء للتجمع قبل أن يعود الجميع إلى منازلهم» استعدادا للحملة. أما النواب الضعفاء في الدوائر أو الولايات المعروفة بميولها المحافظة فسيلقون صعوبة في الدفاع عن حصيلة الأداء الديموقراطي مع استمرار البطالة ومع اقتصاد ما زال مترنحا. في المقابل سيتمكنون من مهاجمة المعارضة التي ترغب في رأيهم في العودة إلى «السياسات القديمة نفسها» التي فشلت في ظل إدارة الرئيس السابق جورج بوش. ومنذ أن ذكر الرئيس أوباما نحو عشر مرات اسم زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب جون بونر في خطاب ألقاه في كليفلاند مطلع سبتمبر (أيلول)، فإن زعيم المعارضة أصبح الرجل الواجب إسقاطه. وبونر الذي سيصبح رئيسا لمجلس النواب في حال فوز الجمهوريين في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، يشكل هدف العديد من إعلانات الديموقراطيين. ويصف آخرها تحت عنوان «إنه أمر مضحك»، جون بونر صديقا لجماعات الضغط يزعم أنه يريد إصلاح ممارسات الكونغرس، وهو موضوع يثير الضحك بحسب الديموقراطيين. فضلا عن ذلك فإن حزب الرئيس أوباما يمكن أن يعول على الانقسامات في المعسكر الجمهوري، مع وجود مرشحين للحركة المحافظة المتشددة «تي بارتي» يطغون على اليمين التقليدي في ولايات عدة. ويحتاج الجمهوريون إلى 39 مقعدا إضافيا للفوز بالغالبية في مجلس النواب. ويرى عدد من المحللين أن هذا الهدف في متناول يدهم. ويعتبر نات سيلفر المسؤول عن المدونة المتخصصة «فايفثرتيويت» بحسب آخر التوقعات أن الجمهوريين قد يحصلون على حوالى 223 مقعدا والديموقراطيين على 211 مقعدا من أصل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435.وبحسب غالوب فإن جميع المؤشرات سلبية بالنسبة للديموقراطيين. فشعبية الرئيس بلغت 44 في المائة مقابل 18 في المائة للكونغرس ذي الغالبية الديمقراطية. ومعروف تاريخيا أن حزب الرئيس الذي ينتخب للتو يخسر مقاعد في الكونغرس أثناء أول انتخابات منتصف الولاية. وفي موازاة ذلك قد يكون هناك تراجع لدى الديموقراطيين لجهة الأموال المتوافرة للحملة بسبب وجود مانحين كبار للجمهوريين بين جماعات الضغط والعالم الصناعي. أما الجمهوريون فبإمكانهم الاعتماد على منظمات مثل «اميركان كروسرودز» التي جمعت لوحدها 32 مليون دولار منذ إنشائها في مارس (آذار) 2010 لمساعدة المرشحين المحافظين في حملاتهم، خصوصا عبر إعلانات متلفزة. وأمام هذا التدفق للأموال قرر الحزب الديموقراطي ضخ 50 مليون دولار في الحملة في إطار برنامج بعنوان «تصويت 2010».