** (أوسكار وايلد) الذي ولد في دبلن عام 1856م.. وتزوج في سنة 1884م من كونستانس لويد.. تنازعت حياته ومماته ثلاث دول كبرى.. وكل منها تدعي حق انتسابه إليها. ** فالفرنسيون يملكون قبره.. والإنجليز يملكون اضطهاده والأمريكيون شهرته.. أما إيرلندا مسقط رأسه فقد أنكرته وتبرأت منه.. كتب عنه برنارد شو يقول: (إنه الكاتب المسرحي الوحيد الذي يكتب ببراعة وذكار وجدية). ** المهم أن هذا الكاتب كان ضحية ثقته الكبيرة في مواجهة المجتمع الإنجليزي القديم ورغبته في تغييره ولم تكن الفرصة قد حانت لهذا التغيير.. لقد كان يرفض تقاليد ذلك المجتمع.. ولكن تلك القوانين الصارمة كانت أقوى منه. ** حاكموه واتهموه.. وأدانوه.. وبدأت المحاكمة هكذا: القاضي: تقول في مقدمة لأحد كتبك: إنه لا يوجد كتاب أخلاقي أو غير أخلاقي إنما هناك كتاب مكتوب بطريقة جيدة وآخر مكتوب بطريقة رديئة، فهل هذا يمثل رأيك؟ أوسكار: نعم إن ذلك يعبر عن رأيي في الفن. القاضي: أفهم من هذا أن الكتاب إذا كان غير أخلاقي فهو كتاب جيد. أوسكار: نعم إذا كتب بطريقة رائعة ومبدعة سيثير الإحساس بالجمال وهو أعلى إحساس يستطيع الإنسان الحصول عليه. القاضي: إذن الكتاب الجيد الذي يعبر عن آراء منحلة وفاسدة هو كتاب جيد. أوسكار: الكتاب الذي يعتبر عملا فنيا لا يقدم آراء. فالآراء يقدمها غير الفنانين. وقرأ القاضي بعض رسائل أوسكار.. إلى (بوزي) مستدلا بها على انحرافه وشذوذه. ورد أوسكار بهدوء: إنها قصيدة وليست رسالة حب.. وهي فن لم تدركه، ولم يستوعبه عقلك يا سيدي. فأمر القاضي بسجنه على الفور لمدة سنتين.. وعندما خرج من السجن محطما هرب إلى باريس ليكتب هناك (أغاني السجن) وكان آخر كتبه.. حيث توفي بعد ذلك بتسعة أشهر في فندق تعيس اسمه (دالزاس) في باريس.. في عام 1900م. ** لقد كان أوسكار وايلد برغم ما اتهم به من انحراف يحارب النفاق والكذب.. والابتزاز والطغيان.. ويدعو إلى حياة أفضل نزيهة.. وكريمة وعظيمة.. وقد لاقى نجاحا كبيرا في العديد من مسرحياته ومنها مسرحية (فيرا) التي عرضت في نيويورك وحققت نجاحا واسعا.. ومسرحية (أهمية أن تكون جادا) التي عرضت في لندن و (الزوج المثالي).. وفي باريس عرضت له مسرحية (مروحة السيدة ويندمر) ولاقت نفس النجاح.. ولكن أكبر نجاح حققه هو بعد وفاته، فقد صدر العديد من الكتب عن حياة أوسكار وايلد ونهايته الأليمة.. ومعظم هذه الكتب كانت تشيد به وتحاول التصحيح والتعليق والاعتذار. ** المهم لقد كانت نهاية أوسكار وايلد كنهاية موزارت فكلاهما كان مبدعا وكان بائسا.. ومات مشردا وفقيرا.. ولا يجد المأوى.. أو حتى قطعة الخبز.. ** وبرغم النجاح الكبير والشهرة الواسعة التي حققها أوسكار وايلد بمسرحياته وكتبه.. وموزارت بملحناته وسيمفونياته الخالدة التي لا تزال.. تتردد في كل أنحاء الدنيا، والتي بلغت أكثر من مائة سيمفونية.. برغم كل هذا مات كلاهما.. فقيرا ومعدما.. ولم يمش في جنازتيهما أحد إلا أقرب المقربين لهما.. وهكذا يعيش المبدعون في كل زمن.. غرباء في أوطانهم.. ويموتون غرباء خارج أوطانهم. ولا أزيد ؟!. !!Article.extended.picture_caption!! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة