وطننا حفظه الله من كل مكروه مر وما يزال يمر بمرحلتين مفصليتين خطيرتين.. أسأل الله تعالى أن يجنبه شرورهما وعواقبهما السيئة التي سيكتوي لا سمح الله بنارها الجميع.. الأرض والإنسان ومسيرة التنمية والبناء في كل نواحيها.. وأولى هاتين المرحلتين تلك الحقبة التي تمددت فيها أذرع أخطبوط الإرهاب، ونشرت خلالها خيوطها السامة في أماكن متفرقة من بقاعنا الطاهرة بطهارة مقدساتها وتسربت إلى كثير من عقول شبابنا الذين أصبحوا ضحايا رخيصة لسموم الأفكار الضالة التي قذفت بهم إلى جهات شتى من البلدان الحاضنة لهذا الأخطبوط اللعين، حتى أصبحنا لا نكاد نسمع عن أية خلية من خلايا الإرهاب الخبيثة في كثير من البلدان إلا ونشم من خلالها رائحة سعودي يسخر بتشديد الفتح للخاء أو يتزعم إحدى تلك الخلايا، بالإضافة إلى ما أحدثوه في الداخل من تخريب ومن نوايا دنيئة ليس بآخرها محاولة اغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.. تلك المحاولة التي قام بها أحد المنتمين إلى خلايا القاعدة، والحمد لله أنه لم يكن من أبناء هذا الوطن.. والحمد لله أيضا أن الله سبحانه وتعالى قد رد كيد المعتدين في نحورهم.. ليس هذا فحسب، إذ لا يغيب عن البال ما تعرضت له بلادنا من عدوان على حدودها الجنوبية، عندما قام «الحوثيون» الذين تحركهم وتمدهم قوى أجنبية بما قاموا به من محاولات لهز كيان هذا الوطن، لولا رعاية الله أولا ثم صمود أبنائه وحراسه الأمناء المخلصين الذين دحروا ذلك العدوان الذي ما زال مدبروه يلعبون بالنار بالقرب من حدودنا الجنوبية المتاخمة لدولة جمهورية اليمن الشقيق. أما المرحلة الثانية، فهي مرحلة الفساد الإداري الذي كشفته «أمطار مدينة جدة»، وهي مرحلة تعتبر إرهابا خائنا في حق هذا الوطن، وإن كانت وسائل تدميرها لا تزهق النفوس ولا تبعث الرعب في قلوب الآمنين بشكل ظاهر ولكنها لا تقل خطورة عن سابقتها لأنها تمارس هدمها وخيانتها في تستر واطمئنان وتهدر مقدرات الوطن خيانة في التنفيذ وجشعا في الاختلاس واختباء ماكرا خلف نصوص الأنظمة والقوانين، الأمر الذي كشف مساوئ كارثية اكتوى بنارها الوطن ومواطنوه.. ولكن كما يقول أحد الشعراء: «جزى الله الشدائد كل خير» لأنها أسست لمرحلة جديدة من الوعي والتنبه والمراقبة والمحاسبة لكل من تحدثه نفسه بالخيانة، وما نقرؤه أو نسمع به اليوم من حساب عسير للخائنين إلا ثمرة الإصلاح الذي يقود دفته راعي هذه البلاد بعد الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني.. ولأن بلادنا بحمد الله قد قطعت شوطا بعيدا في محاربة الإرهاب والقضاء عليه، فإن المرحلة الثانية هي محاربة الفساد بكل أنواعه وأشكاله، وهو الهدف الأسمى الذي ننتظر نتائجه الفاعلة ونترقبه بتعطش شديد وشمولية تظلل ربوع هذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه، وليس مدينة جدة فقط. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة