كثير من البرامج الرياضية تحقق نجاحا وتترك صدى واسعا لدى المتلقي؛ نظير ما يطرح خلالها من مواد إعلامية متميزة تنسب عادة لمقدمي البرامج أو للضيوف، سواء كان نجما أو إداريا، وربما يذهب النجاح لمسؤولي القناة، في الوقت الذي يتجاهل فيه عن جنود مجهولين لا يظهر دورهم إلا في الحدود الضيقة فلا يتجاوز قاعة الإعداد، «إنهم المعدين للبرامج»، فمن بين هؤلاء من صنع الحدث بأفكاره التي تحولت إلى برامج، وكثير من الضيوف لم يستجيبوا لولاء جهودهم، رافعين شعار «نتعب من أجل متعتكم»، لاشك من بين تلك الأسماء من ترك له بصمة في نجاح أغلب البرامج الرياضية، وهناك أسماء ارتبطت في برامج بعينها تحمل من الأسرار الكثير والكثير... «عكاظ» حرصت على إتاحة المجال لصناع النجاح في البرامج الرياضية؛ للحديث عما يحدث خلف الكواليس، نستعرض ذلك في السطور التالية: القحطاني: نور لا يظهر الخبير في الإعداد غانم القحطاني الذي عمل معدا للقناة الرياضية ولبرنامجي صدى الملاعب وفي المرمى، تحدث عن المواقف التي تواجه المعدين خلال تأدية أعمالهم، حيث قال: «هناك العديد من المواقف الطريفة والجميلة وبعضها (ينشف الريق) من كثر المواعيد، التي لا تثمر عن شيء. للأسف هناك بعض الرياضيين لا يلتزم بالموعد، فتجده قبل الموعد يؤكد حضوره والتزامه وإلى قبل بث البرنامج يقفل هاتفه، وهم كثيرون ولاسيما عندما يخسر فريقه أو تكون هناك قضية، ومنهم من يسألك ما هي القناة التي سيكون ضيفها، وعلى ضوء ذلك يحدد موقفه، لكن هناك رؤساء ملتزمين أمثال: رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي، ورئيس نادي القادسية المهندس عبدالله الهزاع، هؤلاء متعاونون وعندما يحدث لهم ظرف طارئ يتصل ويقدم اعتذاره، لذلك تجد القنوات دائما ترحب بالتعاون معهم، ولكن بعض الأسماء عندما يكونون ضيوفا تجد فريق البرنامج متضجرا، أما أن يكون الضيف غير مهتم بشكله أو لا يهتم بالتجهيزات من صوت وصورة أو أنه كثير الحركة، وما يقال على الإداريين ينطبق على اللاعبين والمدربين، فهناك لاعبون لا يحضرون إلى الاستديو إطلاقا ومنهم محمد نور لاعب الاتحاد، فطوال عملي في عدة قنوات لم يحضر محمد نور لاستديو برنامج، وإنما جميع لقاءاته الإعلامية تكون بعد المباريات، أو خلال زيارة القناة لتدريبات الاتحاد، وهناك لاعبون لا يحضروا إلى الاستديو ولا يظهروا مباشرة في البرامج، عندما تكون هناك قضية أو حدث يستوجب الظهور لتوضيح الحقيقة أمثال: ياسر القحطاني، سعد الحارثي، وعبده عطيف». وأضاف القحطاني قائلا: «هناك موقف عجيب حدث مع لاعب النادي الأهلي السابق ونادي الاتحاد إبراهيم سويد، وذلك بعدما تم الترتيب معه لاستضافته في قناة العربية، ففاجأني قبل ذهابه للاستديو باتصال وطلب مني مبلغا من أجل الحضور، وقال نصا: (كم تدفعون لي) حقيقة غضبت منه وقلت له: شكرا نحن نعتذر، إلا أنه حاول التراجع عن طلبه ووعد بالحضور بالمجان، إلا أني رفضت وبالفعل اتصلت بأحد اللاعبين الذي تربطني به علاقة ليكون البديل؛ لتفادي الموقف والحمد لله مر الموضوع بسلام». الهلال:مطالبات مادية من جهته قال سعيد الهلال معد برنامج خط الستة «هناك بعض أعضاء الشرف لناد جماهيري رفض الإفصاح عنهم؛ على اعتبار أنه سر من أسرار عمله كمعد عرضوا عليه مبالغ مالية كبيرة من أجل أن يتداخلوا في برنامج خط الستة، وكانت إجابته لهم: إن الأمور لا تقاس بهدية أو مبالغ بقدر ما هي عمل يتطلب مداخلة مناسبة؛ لأننا في قناة أبو ظبي شعارنا في برنامج خط الستة (الحياد أولا)، مما جعلهم يشعرون بحرج ويتراجعون عن مواقفهم، لاسيما أن بين هؤلاء من هم أعضاء شرف غير معروفين، وإنما يقولون نحن أعضاء شرف النادي الفلاني فقط ولا يعدوا أعضاء من الدرجة الأولى، كما أن هناك عضوا شرفيا تم التنسيق معه ومنحنا رقم هاتفه للاتصال به، وعندما اتصلنا وجدناها (مغسلة سيارات!)، كما أن هناك مواقف لاسم معروف، يبعث لي رسائل عبر الجوال تتضمن أدعية لي ولوالدي، وعندما لا يتداخل معي تجده يرسل رسائل شتم يندى لها الجبين. من المواقف أيضا، أن أحد المشجعين كان يقوم بالاتصال وعندما لم يجد ردا قام بالحجز من السعودية إلى أبو ظبي، ثم حضر للاستديو والتقى بمحمد نجيب، وقال: لماذا لا أشارك معكم فالبرنامج جماهيري وأنا أرغب بالمداخلة...؟ لكننا أوضحنا له أن البرنامج مخصص للرياضيين من مسؤولي أندية وإعلاميين فقط، واقتنع وعاد للسعودية». عن الشخصيات الرياضية المتعاملة مع البرنامج قال سعيد الهلال: «إن رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي، من أكثر الشخصيات تجاوبا بينما هناك من الرؤساء لم يلتزموا في مواعيدهم، خصوصا رئيس نادي الاتحاد السابق الدكتور خالد المرزوقي، وكذلك عضو شرف نادي الاتحاد طلعت لامي، أما اللاعبون فحقيقة معظم النجوم متعاونون مع خط الستة، فهناك محمد نور (ملتزم)، حسين عبدالغني، سعد الحارثي، وعبده عطيف». وأضاف: «هناك موقف محرج، حيث كانت تدور اتصالات بيني وبين عضو الاتحاد الدولي للإحصاء منصور عبدالله، إضافة إلى تنسيق مسبق بينه وبين محمد نجيب، وكان الترتيب أن يتداخل معنا على الهواء مباشرة وزودنا بأرقام هواتف مكتبه، وأثناء خروجنا على الهواء أجريت اتصالا على ذات رقم الهاتف، ففوجئنا برد (الشغالة) التي أكدت أن الرقم خاص في منزل منصور عبدالله، وأبلغت محمد نجيب ليوضح الحقيقة للمشاهدين، ويفترض أن يكون الاتصال على الهواء مباشرة مع نجيب، وكان بالإمكان أن نخرج الاتصال مع (الشغالة) للمشاهدين، لولا احترامنا لمشاهدي خط الستة. واختتم سعيد الهلال حديثه عن المواقف التي تدار خلف الكواليس، بأن أصعب اللحظات التي مر بها، عندما كان يعد حلقة خاصة عن أحداث مباراة الوصل الإماراتي والنصر السعودي، وما كان يترقبه الشارع الرياضي من حديث لهذا البرنامج، على اعتبار أن الأحداث بين ناد سعودي وآخر إماراتي، حيث قال سعيد: «لم أنم لمدة 48 ساعة؛ لما شكلته تلك الحلقة من ضغوط نفسية، وجاء الموعد وكان مقدم البرنامج محمد نجيب ضيفا وليس مقدما، وكان الاستديو بالكامل سعوديا في قناة إماراتية، فالمعد والمقدم الزملاء المشاركين (سعوديين)، فكان الحديث بكل شفافية وحياد ونقل وجهات النظر كما ينبغي، برغم اعتذار مسؤولي نادي الوصل عن الحديث قبل نتائج اجتماع اللجنة التنظيمية، إذ اعتذر عضو مجلس إدارة نادي الوصل إسماعيل راشد برغم تنسيقنا معه، لكن عندما بدأنا الحديث عن أحداث المباراة رد علينا بأنه في النمسا للاطلاع على معسكر المنتخب الإماراتي كونه مديرا للكرة. أيضا من المواقف الصعبة كانت هناك مداخلة للاعب النصر السابق علي يزيد، وكان يتحدث عن مشكلته مع إدارة النصر، وتداخل عضو شرف النادي النصراوي الأمير الوليد بن بدر، إلا أن علي يزيد كان يتحدث دون أن يترك للأمير فرصة للحديث، مما دفعني بالتدخل وسحب صوت يزيد من المداخلة، وتحدثت معه وقلت لعلي: اترك الفرصة للأمير الوليد، لاسيما أنك وضحت وجهة نظرك ولو كان هناك جديد سوف نستقبل اتصالك». كعدور: زايد ضاع تحدث الزميل عبيد كعدور حول المواقف الطريفة التي تواجههم كمعدين للبرامج، حيث قال:«برامج تلفزيون جدة محصورة على منسوبي الاتحاد والأهلي وأحيانا الوحدة وبعض الإعلاميين، وللأمانة منسوبي الأندية وتحديدا الدكتور خالد المرزوقي، وكذلك المهندس جمال أبو عمارة عندما كان رئيسا لنادي الاتحاد كان متجاوبا معنا، وكذلك المهندس حسن جمجوم من الرؤساء الملتزمين، وأيضا حامد البلوي، ومن الأهلي أحمد المرزوقي عندما كان رئيسا للنادي، وعبدالمعطي كعكي رئيس نادي الوحدة، ولا ننسى الرئيس السابق جمال تونسي، جميعهم ملتزمون. ومن المواقف أيضا، كان هناك تنسيق مع الحارس الدولي مبروك زايد وأخذنا موعدا معه ليكون ضيفا في برنامج كل الرياضة، وقبل بداية البرنامج تلقيت اتصالا من مبروك يفيد بتوجهه من البيت إلى الاستديو، لكن مرت نصف ساعة ولم يحضر بالرغم أن المسافة لا تستغرق أكثر من ربع ساعة، إلا أنه تأخر وبدأ البرنامج وقمت بالاتصال به، واتضح أن مبروك (ضيع الطريق وتاه).