باتت مضامين بعض خطب الجمعة مملة، المواضيع مكررة، والأساليب باردة غير مؤثرة، واللغة ركيكة لا تمرر على ذي أدني معرفة باللغة. إن الخطباء بحاجة إلى دورات تأهيلية تضبط ألسنتهم أولا ثم تعلمهم مهارة اختيار المواضيع التي ينبغي أن تطرق، ناهيك عن تعلم أساليب الخطابة المؤثرة التي تدرس كفن من فنون الأدب العربي الأصيل، لا احترافا كما هو شأن أغلب الخطباء، ثم لماذا لا تسن وزارة الشؤون الإسلامية معايير وضوابط دقيقة يرشح من خلالها من أراد أن يتسنم ذروة الخطابة بدلا من الاختيار العشوائي الذي كان سببا في انحدار مستوى التأثير والمتعة، بل انحدار مستوى الخطابة كفن أدبي رائع كان من شأنه لو أنه أتقن أن يكون له أثره البالغ في النفوس، كان ينبغي أن يكون الخطيب ذا إلمام بأبسط قواعد اللغة وبلاغتها ولا يكتفي بدراساته الشرعية، فالوعظ لن يكون ذا تأثير ما لم يقدم في قالب لغوي بلاغي جميل وهو ما يفتقر إليه جل خطبائنا. كثير من الخطباء يتلو خطبته من كتاب لا يتغير على مدى السنين وربما توقع السامعون موضوع خطبته القادمة، بل حفظوا كلماتها، وطريقة إلقائها المكرورة لها. وما إن يتوقف الخطيب حتى يأتي خطيب آخر بكتابه ليفنيه علينا دراسة طوال العام وهكذا.من هنا ندعو وزارة الشؤون الإسلامية أن تهتم بخطبائها، خاصة أن الملايين من الناس تستمع إليهم أسبوعيا. أليس حقا لهذه الملايين أن تستمع لخطبة جديرة بالاستماع؟. إبراهيم العمري