دعا صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة المشاركين في الملتقى العربي الثاني للمسؤولية الاجتماعية إلى «صياغة رؤية مشتركة وإرساء قواعد لدفع عجلة برامج المسؤولية الاجتماعية إلى الأمام بما يحقق الفائدة للجميع». وقال الأمير سطام بن عبدالعزيز لدى رعايته أعمال الملتقى في الرياض البارحة الأولى الذي يشترك في تنظيمه مجلس المسؤولية الاجتماعية في الرياض والمنظمة العربية للتنمية الإدارية: «بسم الله الرحمن الرحيم.. أيها الإخوة والأخوات الكرام، يسعدني أن أكون معكم في هذه الليلة المباركة نيابة عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله الرئيس الفخري لمجلس المسؤولية الاجتماعية». وزاد أمير منطقة الرياض بالنيابة: «وأرحب بهذا التجمع العربي الكريم من القطاع الخاص والمجتمع المدني والخبراء وممثلي العديد من الجهات الحكومية الذين اجتمعوا اليوم بروح من التعاون والتكامل وبرغبة صادقة في طرح أفكار جديدة تسهم في تعزيز التنمية في العالم العربي. وتوجه الأمير سطام بن عبدالعزيز إلى المشاركين قائلا: «وإنني على ثقة في أن جميع من في هذه القاعة يدرك أننا جميعا في عالمنا العربي مطالبون أكثر من أي وقت مضى بصياغة رؤية مشتركة وإرساء قواعد لدفع عجلة برامج المسؤولية الاجتماعية إلى الأمام بما يحقق الفائدة للجميع.. لن أطيل عليكم فأمامكم الكثير من العمل متمنيا لضيوفنا الكرام طيب الإقامة في بلدهم الثاني وللجميع التوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». من جهته، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية في الرياض كلمة أعرب فيها عن تطلعه ليكون الملتقى انطلاقة لبناء شراكات تتعايش فيها الأنشطة الاقتصادية بانسجام مع احتياجات التنمية المستدامة وتسهم في تعزيز أواصر المجتمعات العربية. وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن «ثقافة المسؤولية الاجتماعية في العالم العربي مازالت دون مرحلة النضج الكامل مقارنة ببعض المجتمعات التي سبقتنا في هذا المضمار، إلا أن الواقع يشير إلى أننا حققنا ما يمكن وصفه ببداية حقيقية ملحوظة استنادا إلى رصيد ثري من القيم النبيلة والتعاليم الدينية السمحاء، وأيضا تنامي الوعي العام وتعاظم دور القطاع الخاص في الحياة الاقتصادية». وأفاد رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية أنه «لقد أصبح هناك توجه إلى جعل هذه المساهمة حقا قانونيا تفرضه الدول وتشرف على جمعه وتوظيفه للأغراض الاجتماعية والتنموية، كما أن وسائل الإعلام والتوعية المختلفة أصبحت تشجع على الانحياز إلى منتجات الشركات التي تعلي من قدر المسؤوليات الاجتماعية في سياساتها». وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن «هذا الأمر أدى إلى تحسين صورتها الذهنية وانعكس إيجابا على أدائها وما تحققه من أرباح، وأصبحت هناك مؤشرات لقياس المسؤولية الاجتماعية للشركات ومؤسسات الأعمال تهتم بها الشركات وتوليها عناية خاصة وهي تضع سياساتها وبرامجها وميزانياتها». وبين رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية أن الملتقى يكتسب أهمية قياسا على أنه يدعو إلى تعميم مفهوم المسؤولية الاجتماعية في الوطن العربي ويسلط الضوء على أهمية وجود مؤشر عربي للمسؤولية الاجتماعية، تستهدف به الدول العربية المختلفة، وهي تسعى لتفعيل هذا المفهوم المهم والمؤثر في تحقيق التنمية المستدامة. وتطرق الأمير سلطان بن سلمان إلى أهداف الملتقى وأهمية تسليط الضوء على وجود مؤشر عربي للمسؤولية الاجتماعية وضرورة إلمام المشاركين بخطوات إعداد تقارير المسؤولية الاجتماعية ودورها في إعداد المؤشر، إلى جانب الإلمام بسياسات وأساليب رفع وعي المستهلك وبناء ثقافة مجتمعية منحازة للشركات الملتزمة بمبدأ المسؤولية الاجتماعية، والتعريف بأساليب وطرق بناء شراكات لتكوين صناديق قادرة على تمويل مشاريع كبرى ذات عائد اجتماعي ملحوظ. وثمن رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية دعم ومساندة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده وأمير منطقة الرياض ونائبه للملتقى في إطار ما توليه حكومة المملكة من اهتمام بالعمل العربي المشترك. من جهته، أكد مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية الدكتور رفعت الفاعوري في كلمة له أن «اهتمام المملكة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات لا ينبع من فراغ لأنه مبدأ إسلامي يرتكز على التوجيه الرباني والتوجيه النبوي على فعل الخير والتوسع فيه والاعتدال في الأخذ والعطاء، ولذلك ليس غريبا على المملكة في أعلى مستوياتها أن ترعى هذا الملتقى وأن تنشئ مجلسا متخصصا للمسؤولية الاجتماعية وأن تبادر بإطلاق مؤشرها الوطني للمسؤولية الاجتماعية». أما رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية عبدالرحمن الجريسي، رأى أنه يوجد عدم وضوح لمفهوم المسؤولية الاجتماعية وأن مؤسسات المجتمع المدني والأطراف المعنية مطالبة الآن بتهيئة البيئة لمنشآت القطاع الخاص للمساهمة في برامج تنموية ذات مردود اجتماعي وحثها على ذلك. وفي ختام الحفل، جال الأمير سطام بن عبدالعزيز في المعرض المصاحب للملتقى الذي يضم لوحات وأعمالا فنية.