رعى صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة مساء أمس أعمال الملتقى العربي الثاني للمسؤولية الاجتماعية بالرياض الذي يشترك في تنظيمه مجلس المسؤولية الاجتماعية في الرياض والمنظمة العربية للتنمية الإدارية في قاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز بفندق الفيصلية. ولدى وصول سموه مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض كان في استقباله معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالرحمن الجريسي وأعضاء مجلس المسؤولية الاجتماعية. وبدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بعرض مرئي عن مجلس المسؤولية الاجتماعية، ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض كلمة أعرب فيها عن تطلعه ليكون الملتقى انطلاقة لبناء شراكات تتعايش فيها الأنشطة الاقتصادية بانسجام مع احتياجات التنمية المستدامة وتسهم في تعزيز أواصر المجتمعات العربية .وقال سموه " إن ثقافة المسؤولية الاجتماعية في العالم العربي مازالت دون مرحلة النضج الكامل مقارنة ببعض المجتمعات التي سبقتنا في هذا المضمار إلا أن الواقع يشير إلى أننا حققنا ما يمكن وصفه ببداية حقيقية ملحوظة استناداً إلى رصيد ثري من القيم النبيلة والتعاليم الدينية السمحاء ، وأيضا تنامي الوعي العام ، وتعاظم دور القطاع الخاص في الحياة الاقتصادية .وأضاف سموه قائلا " لقد أصبح هناك توجه إلى جعل هذه المساهمة حقاً قانونياً تفرضه الدول وتشرف على جمعه وتوظيفه للأغراض الاجتماعية والتنموية كما أن وسائل الإعلام والتوعية المختلفة أصبحت تشجع على الانحياز إلى منتجات الشركات التي تعلي من قدر المسؤوليات الاجتماعية في سياساتها الأمر الذي أدى على تحسين صورتها الذهنية وانعكس إيجاباً على أدائها وما تحققه من أرباح وأصبحت هناك مؤشرات لقياس المسؤولية الاجتماعية للشركات ومؤسسات الأعمال تهتم بها الشركات وتوليها عناية خاصة وهي تضع سياساتها وبرامجها وميزانياتها. وأوضح سمو رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية أن الملتقى يكتسب أهمية قياسا على أنه يدعو إلى تعميم مفهوم المسؤولية الاجتماعية في الوطن العربي ويسلط الضوء على أهمية وجود مؤشر عربي للمسؤولية الاجتماعية، تستهدف به الدول العربية المختلفة وهي تسعى لتفعيل هذا المفهوم المهم والمؤثر في تحقيق التنمية المستدامة. وتطرق سمو الأمير سلطان بن سلمان إلى أهداف الملتقى وأهمية تسليط الضوء على وجود مؤشر عربي للمسؤولية الاجتماعية وضرورة إلمام المشاركين بخطوات إعداد تقارير المسؤولية الاجتماعية ودورها في إعداد المؤشر إلى جانب الإلمام بسياسات وأساليب رفع وعي المستهلك وبناء ثقافة مجتمعية منحازة للشركات الملتزمة بمبدأ المسؤولية الاجتماعية و التعريف بأساليب وطرق بناء شراكات لتكوين صناديق قادرة على تمويل مشاريع كبرى ذات عائد اجتماعي ملحوظ. ورفع سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أسمى آيات الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه على ما حظي به الملتقى من دعم ومساندة في إطار ما توليه حكومة المملكة العربية السعودية من اهتمام بالعمل العربي المشترك مشيدا في الوقت ذاته بالدور الفاعل للغرفة التجارية الصناعية بالرياض والمنظمة العربية للتنمية الإدارية في تبني فكرة الملتقى وبذل كل جهد مخلص لإنجاحه. بعد ذلك ألقى مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية الدكتور رفعت الفاعوري كلمة أكد فيها :"أن اهتمام المملكة العربية السعودية بالمسؤولية الاجتماعية للشركات لا ينبع من فراغ لأنه مبدأ إسلامي يرتكز على التوجيه الرباني والتوجيه النبوي على فعل الخير والتوسع فيه والاعتدال في الأخذ والعطاء ولذلك ليس غريباً على المملكة في أعلى مستوياتها أن ترعى هذا الملتقى وأن تنشئ مجلساً متخصصاً للمسؤولية الاجتماعية وأن تبادر بإطلاق مؤشرها الوطني للمسؤولية الاجتماعية". ودعا الدكتور الفاعوري إلى ضرورة مواصلة الجهد ومضاعفته في عدة محاور من بينها بناء ثقافة مجتمعية للمسؤولية الاجتماعية و بناء مؤشر إرشادي للمسؤولية الاجتماعية وبناء قدرات وتأهيل العاملين في مجال المسؤولية الاجتماعية في الشركات الخاصة والوزارات الحكومية المعنية إلى جانب محور تقديم الاستشارات الفنية للشركات الراغبة في تطوير أعمالها في مجال المسؤولية الاجتماعية. بعدها ألقى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية عبد الرحمن الجريسي كلمة رأى فيها أن هناك عدم وضوح لمفهوم المسؤولية الاجتماعية وأن مؤسسات المجتمع المدني والأطراف المعنية مطالبة الآن بتهيئة البيئة لمنشآت القطاع الخاص للمساهمة في برامج تنموية ذات مردود اجتماعي وحثها على ذلك .وأكد الجريسي وجود نوايا صادقة تعززها رؤية وقدرة للوفاء بهذا الدور الأمر الذي تم من خلال تجربة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض من خلال تأسيس مجلس المسؤولية الاجتماعية مشيراً إلى أن هناك رصيدًا من التجارب والخبرات المتراكمة والبرامج المبتكرة والمتنوعة تستحق الإشادة والدعم والتكرار. عقب ذلك، ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز كلمة فيما يلي نصها:"بسم الله الرحمن الرحيم .أيها الأخوة والأخوات الكرام.يسعدني أن أكون معكم في هذه الليلة المباركة نيابة عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله الرئيس الفخري لمجلس المسؤولية الاجتماعية وأرحب بهذا التجمع العربي الكريم من القطاع الخاص والمجتمع المدني والخبراء وممثلي العديد من الجهات الحكومية الذين اجتمعوا اليوم بروح من التعاون والتكامل وبرغبة صادقة في طرح أفكار جديدة تسهم في تعزيز التنمية في العالم العربي.وإنني على ثقة في أن جميع من في هذه القاعة يدرك أننا جميعا في عالمنا العربي مطالبون أكثر من أي وقت مضى بصياغة رؤية مشتركة وإرساء قواعد لدفع عجلة برامج المسؤولية الاجتماعية إلى الأمام بما يحقق الفائدة للجميع.لن أطيل عليكم فأمامكم الكثير من العمل متمنيا لضيوفنا الكرام طيب الإقامة في بلدهم الثاني وللجميع التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". عقب ذلك قدم صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز درعا تذكاريا لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض تثمينا لدعمه لمجلس المسؤولية الاجتماعية، تسلمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز.وبعد أن كرم سمو أمير منطقة الرياض بالنيابة الجهات المشاركة في الملتقى، تسلم درعا تذكاريا بهذه المناسبة. وفي ختام الحفل، جال سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز في المعرض المصاحب للملتقى الذي يضم لوحات وأعمالا فنية.حضر الحفل عدد من أصحاب المعالي ورجال الأعمال وكبار المسؤولين.