لا شيء في الحياة يدعو للقلق فالحياة أمرها سهل وبسيط وهي في نفس الوقت صعبة ومعقدة ولا يعد ذلك تناقضا ومن عده كذلك فهو مخطئ وإن رأى أنه مصيب. لا يعتبر الطقس متناقضا ولو كان ساعة مشمسا وأخرى ماطرا، ولا يعد الليل والنهار تناقضا ولا الخير والشر ولا الصحة والمرض وإنما يعد ذلك تباينا يؤدي لشيء من الكمال. تحفل الحياة بالعديد من الصور العجيبة فهي وإن كانت تسير على قواعد كونية إلا أنها تشطح عن ذلك أحيانا ولا يعد لتلك القواعد أي قيمة، مثلا قاعدة الهدم أسهل من البناء أحيانا يكون البناء هو الأسهل ولكن بدلا من الهدم في الأولى أليس الترميم أولى!! في مملكة سبأ يخرج فأر صغير ليهدم سدا كبيرا وينهي تاريخ مملكة ما كانت ملكتها تظن أنها ستنتهي وهذا يعني أن القوة ليست معيارا للنجاح دائما. تخور القوة أمام الذكاء والدهاء كما في قصة فأر سد سبأ، وتخور القوة أمام الكثرة، وكلنا شاهد تلك الصورة التي نشرتها الصحف قبل أسابيع لمجرم قاتل في إحدى البلدان العربية بعد أن اقتادته الشرطة لتمثيل الجريمة في موقعها فما كان من أهالي الضحية إلا أن أخرجوه من سيارة الشرطة ليقتلوه ويصلبوه ويقف الأمن عاجزا عن التدخل والسيطرة أو فعل شيء!! والخلاصة هنا أن التحرش بالكثرة يعد حمقا وجنونا لأن الغلبة ستكون لمن يستطيع أن يجعل الرأي العام يسبح معه في نفس التيار. من رحم المعاناة يولد الأمل هكذا كنت أسمع وأما عالم الفيزياء الأمريكي ديفيد جي جروس فإنه يرى الإبداع في وجه المقبل من الألم. إذا فالسكون موت وفي الحركة الحياة فالزلازل والأعاصير والبراكين والزوابع تثير رعبا في زمن بسيط لكنها تفتح آفاقا كبيرة في الطبيعة والحياة فهي ليست شرا محضا وعليها فقس. السقوط والتعثر ليس عيبا إن أتبعناه بالوقوف والنهوض مجددا وحدهم الجالسون لا يسقطون ولا يذكرون. يقولون وما أكثر ما يقولون.. يقولون أكبر منك بيوم أعلم وأفهم منك بسنة، وهذا المثل الذي يعد قاعدة يتباهى بها بعض الكبار الصغار أمام الصغار الكبار لا أساس لها من الصحة ولا أعترف به أبدا، فمستشاري في الحياة رجل يصغرني عمرا أتاه الله الحكمة وفصل الخطاب.. إنه رجل يملك رؤية وبصيرة ويتصرف بحكمة وحنكة وما شهدت لسرعة بديهته مثيلا أبدا وبالطبع فهو كباقي البشر يخطئ ويصيب لكن خطأه ولله الحمد قليل. يستطيع أي أحد فينا أن يمدح ويذم ولكن قلة هم الصادقون، وبالتالي إن ساورك شك في صدق قول من يحدثك فلا تعر حديثه أي اهتمام فقط اسمع واضحك كما تشاء فشر البلية ما يضحك. في الغالب بين الظاهر والباطن بون شاسع. محسن موسى طوهري