كل العالم ينظر للمملكة العربية السعودية اليوم بعين التقدير والاحترام لتاريخها المضيء منذ يوم تأسيسها على يد موحد الجزيرة جلالة الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه وحتى يومنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وما ذلك إلا أننا عندما نقلب صفحات التاريخ .. فإن يوم توحيد هذا الكيان الكبير يبدو مشعا بالضياء لما كان له من عطاء غير محدود وفي جميع المجالات، والميادين لعل في مقدمتها الأمن والأمان والاستقرار، والحرية الاقتصادية، وانتشار التعليم، والمستشفيات والطرق، ووسائل الاتصالات الحديثة، وجميع ما تتطلبه الحياة المدنية العصرية من مرافق يصعب حصرها، ولكنها حقيقة يتمتع المواطن والمقيم بمعطياتها والجميع يحمد الله الذي من علينا بها. وفي ذكرى ذلك اليوم الخالد، يوم توحيد المملكة العربية السعودية، لا بد للقلم من استعادة بعض مواقف ذلك البطل الذي حقق بإيمانه، وجهاده، وتضحياته، وفكره وشجاعته، الوحدة الكبرى في شبه الجزيرة العربية. من ذلك ما تحدث به ولي الأمر فينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز عن الصرح الذي أقامه المؤسس رحمه الله ، بقوله : التاريخ إذا كان منصفا سيتذكر أن ذلك الرجل صنع شيئا مهما في التاريخ القومي العربي أتذكر عندما كان يروي لنا قصص توحيد أجزاء المملكة أن يحدثنا عنها ونحن على موائد الخير التي تدفقت بفعل الاستقرار، لقد حارب الملك عبد العزيز رحمه الله ومعه رفاقه ببطون معصوبة بالحجر حتى لا يشعر هو وجنوده بالجوع لكنها عزيمة الرجال. وفي مقدمة كتاب ( شبه جزيرة العرب ) لمؤلفه الأستاذ خير الدين الزركلي يرحمه الله، يقول عن توحيد المملكة بقيادة الملك عبد العزيز يرحمه الله: إن ذكرى هذا اليوم تعيد إلى الأذهان أحداثا لم يعرف قلب الجزيرة مثلها منذ عصور النبوة، إمارات تتوحد، وأمة تتكون، ودولة تبنى، وحضارة تشاد، وتحول في الأخلاق والعادات من فوضى إلى نظام، ومن إسفاف إلى إصعاد. في أقل من خمسين سنة استطاع رجل واحد أن ينشيء بين البحر الأحمر والخليج العربي، ما عجز اثنا عشر قرنا من إنشائه أو الاتيان بمثله. ولد عبد العزيز في الرياض، عاصمة آبائه وأسرته، فلم يكد يعي حتى سمع السمار يتحدثون عن ملك ذهب، ودولة طغى عليها عدوان الجيران، بل لقد وجد عبد العزيز نفسه على بعير، في رحلة مع أبويه وخاصتهما، يبرحون الرياض في الآفاق يقيمون في هذه القبيلة حينا، وفي الربع الخالي حينا ثم يلقون عصا التسيار في الكويت.. وأبت على عبد العزيز نفسه إلا أن يثب ليعيد ملك آبائه، وعليه أن يقيم الملك على دعائم راسخة تمر بها الأعاصير وهي شامخة، لقد عمر ما بينه وبين الله، فلم يعرف الشيطان إلى قلبه سبيلا وهو يعد نفسه مسؤولا عن كل فرد من رعاياه كأنما هو من أبنائه، يحب كل ابن من بنيه، كأنه ليس له سواه، ويتمتع بكل ما أحل الله من متع الحياة، عبد العزيز أنشأ وعرف كيف يبني. وكل حجر من بناء الدولة السعودية هو من صنع يده، وكل نظام أخذت به الجزيرة هو من وحي عقله، وكل خطوة تقدمت بها في مضمار الحضارة هي من ثمار تجاربه. رحم الله المؤسس الذي أقام هذه الدولة التي تحكم بشرع الله، وحفظ الله ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة