تعانقت الحروف والكلمات تواسي بعضها حزنا لفراقه وتصبر قلوبا عاشت بحبه وماتت لوداعه، كان السيد عبد الله بن حسن الجفري بالنسبة لنا جامعة في الحزم والأدب، ومدرسة في العطاء والتواضع ومنهجا في العفو عند المقدرة، ونموذجا لقوة الإرادة عظيم الصبر، وقد تجلى ذلك في فترة مرضه. لقد كان حبيبي الوالد كريما في نفسه وأهله، ودودا في أسرته، وفيا مع جماعته وكل معارفه، محبا للمساكين حانيا على الفقراء واليتامى، حريصا على صله الأرحام، مكرما لجيرانه، يسارع في إصلاح ذات البين، وقد أكرمه الله سبحانه بحب الناس خاصة البسطاء، فهو لا يحب الخوض فيما لا يعنيه، بل تجده منظما في حياته ويحفظ لأهل الفضل حقهم ويحب الصالحين ويلاطف الأطفال ويحرص على إسعادهم.كنت دائما فخورا به في حياته، بل وزاد فخري به بعد وفاته لما نسمعه من الذكر الحسن عنه يرحمه الله. كان سيدي الوالد صاحب فراسة في تمييز الرجال والتعامل معهم وله قراءة حكيمة متأنية مع المواقف وأحداث الحياة واتخاذ القرارات المناسبة لها. كنت أعتقد إني قويا بذاتي ذكيا في حياتي صقلتني الحياة وأصبحت قادرا على التكيف مع الحياة.ولله الحمد تأكدت أني بعدك أصبحت أبحث عن هويتي في ذكراك سيدي ها أنذا أتعثر كأني طفل يتهجى الحروف منتظرا والده ينير له الطريق ويعلمه القراءة حرفا.. حرفا. أخيرا بكل معاني الحب والامتنان أدعو لك يا والدي أن يجازيك حبيبي ربي خير ما جزى والدا عن ابنه، والحمد لله الذي شرفني أن أحمل اسمك وأكرمني بتربيتك، ورحم الله حبيبتي أمي الشريفة الصالحة، كريمة القول والعمل حنونة الطبع نبيلة الخصال، والتي كانت تقدم محبتها لله قبل كل شيء، فكنت دائما اسمعها تقول وهي تتضرع إلى الله بالدعاء {حبيبي ياربي} ثم تسأل ما تريد من الله الكريم. ربي ارحم والداي كما ربياني صغيرا ربي ابني لوالدي بيتا عندك في الجنة. أحمد بن عبد الله بن حسن الجفري