الموت قريبا!! كلما تغافلنا عنه .. عاد يذكرنا بوجوده.. يزورنا على حين غفلة! وبغير إرادة منا! ليس له موعد محدد! وفي كل مرة له حبيب بيننا يخطفه منا .. ويرحل!! نستسلم صاغرين! ولا نقوى رد طرقاته على أبوابنا فقبل أن نجيب بلا أو نعم يكون قد نفذ!! وفي كل مرة يحل ليأخذ واحدا منا نحبه .. يذكرنا حضوره أن اليوم فلان .. والله أعلم.. من يكون الثاني بعده من الأحباء .. أو ربما تكون أنت نفسك؟!! إن بعض الأحياء الموت لهم نعمة! وبعضهم موتهم فقد!! والميت السيئ الذكر الذي لم يترك بعده رائحة طيبة ولا ذكرى طيبة ولا أعمالا طيبة ولا أثرا طيبا لا يفتقده أحد! ولا يكون مفقودا!! فلا أحد يفتقد الميت الذي كان يسعى إلى الشقاق والنفاق ويمارس سوء الأخلاق! لا أحد يفتقد من كان يغرس بذور الكره والحقد والفتنة والبغضاء! حتى الأشرار لا يذكرون هؤلاء!! فسيئ الذكر يموت نسيا منسيا!! إنما نفتقد الخيرين الذين ملأوا حياتنا بالخير والوفاء والصدق والبر والتقوى ومخافة الله في السر والعلن! نفتقد الذين قابلوا الإساءة بالإحسان! والمعروف بالوفاء! والوعد بالصدق! والبر بالالتزام بمخافة الله قبل الخوف من الناس! الميت المفقود الذي يفتقده محبوه هو ذلك الذي كان يملأ حياتنا بالخير والصدق والجمال .. كأنه يعيش فيها أبدا!! ثم يعمل الصالحات كأنه على يقين أن موته غدا!! الميت المفقود من أحبابنا هو ذلك الذي لم تنهر مبادئه أمام الإغراءات الخاطفة، ولم يبع قيمة لشهوات عابرة قد تعطيه مالا أو جاها على حساب مظلوم!! فيما لو نصر ظالما وخذل مظلوما!! الميت المفقود الذي نبكي عليه هو الذي يعرف الحق ولا يسكت عنه خوفا من أن يكون شيطانا أخرس! ويقول الحقيقة ولو كانت غالية الثمن! ويمشي في طاعة الله حتى لو أدت به إلى معصية المخلوق ولو كان هذا المخلوق أحب الناس إليه! هذا هو الميت الذي لايعوض والذي إذا بكينا فقده ما أعطيناه حقه! آخر مسمار في نعش الوفاء قد دق والمحمول في الجنازة أطيب الناس خلقا وأطهرهم قلبا وأقربهم إلى الضمير والوجدان! الآن بمغادرته هذا البيت يخرج آخر الرجال المحترمين لتبقى الحياة مقفرة من ناسها الطيبين الصديقين الأبرار الذين شهدوا بالحق في مواجهة الظلم فكانوا عونا للمظلومين وسندا للمحرومين! إخاؤهم كان أجمل إخاء وصدقهم كان أصدق صدق .. فكيف يقوى القلب أن يقول وداعا والعين تدمع والحزن طويل طويل!! إنها أصعب المواقف أن تبقى واقفا وظهرك مكسور.. وتبقى غارقا ويدك مغلولة! وتبقى حيا وطعم الحياة يفر من بين مذاقك!! يا أيها العزيز الوفي الكريم الحبيب الأخ الطيب النبيل الشهم الرجل بحق وحقيق عليك من رحمة الله التي وسعت رحمته كل شيء ما يجعل لك في الآخرة نصيب الصديقين والشهداء كما كنت صادقا صدوقا صديقا تخاف الله وتحب رضاه! يا حسرة على دنيا من بعدك. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة