- عزيزي القارئ: السطور القادمة هي تعبير عن حالة من «الغبن» الذي اعتراني وأنا أقلب بعض «فتات» رفوف المكتبات، وأشاهد عملية الاحتيال العلنية وتسويق «الوهم» على القارئ، تحت شعار: هذا الكتاب من أعلى الكتب مبيعا.. وترجم إلى سبع لغات، وطبع بلغة «برايل»... إلى غيرها من مصطلحات التزييف، ولأن اختلاف الرأي «يفسد» للود قضايا حينما يتعلق الأمر باستغفالنا؛ أهديك ما يلي: سؤال فرضي: هل فكر جموع القراء في عالمنا العربي كم تطبع دار النشر العربية «المحترمة» نسخا من الكتاب الواحد؟، مع ملاحظة الأزمات المتعاقبة على حركة النشر العربية، عزوف الناس عن القراءة، إزاحة الورق أمام التقنية، الأزمة المالية وارتفاع أسعار الورق... وغيرها، لتكون الإجابة في المتوسط العام هي: ألف نسخة تقريبا من كل عنوان «عليه الكلام»، و500 من العناوين «نص استواء». وعلى الرغم من هذه الحقيقة، لا تبادر أي دار نشر عربية تحترم القارئ إلى ممارسة التسويق على صدر أغلفة عناوينها بالعبارات البراقة «الكتاب الذي طبعت منه مليون نسخة» أو «الطبعة العشرون» أو اللغات التي تمت الترجمة إليها.. لتكتشف عند مطالعة الكتاب أنه من فئة «كيف تربي أطفالك؟»، ولا أعلم مثلا ماذا يحتاج الفرنسيون أو الألمان إلى أن يترجم كتاب عربي إلى لغتهم ليخبرهم كيف يربون أطفالهم أو ينظرون إلى الحياة بمنظارنا!. هذا الشكل «المستفز» في ترويج الكتاب يمثل حالة الاستغفال التي تمارس معنا على صعيد الاستهلاك التجاري، وأكاد أقسم غير حانث أن مكتبتنا العربية خالية من تلك الأرقام الفلكية التي تعلن على أغلفة الكتب، ولا توجد أي دار نشر تغامر بنشر تلك الأكاذيب إلا وهي «متورطة» بحجم الرجيع من ذلك الكتاب، ولذلك هم يكذبون حتى نقرأ ذلك الهزال الثقافي انبهارا برقم التوزيع المكتوب على الغلاف. الجانب الآخر هو في عدد الطبعات للكتاب الواحد، وبعيدا عن الكتب الأكاديمية المستهلكة بشكل سنوي كمراجع فإن أحد الناشرين السوريين يقول في تصريح له «نطبع من كل عنوان 500 نسخة، ويمكن إعادة طباعة العنوان من 4 إلى 5 مرات في السنة الواحدة»، يعني يستطيع الناشر وفق هذا المفهوم أن يكتب «ترويجيا» على منشوراته «الطبعة الخامسة» وهو لم يطبع فعليا سوى 2500 نسخة!.. فهمتم اللعبة. مشكلة عالم النشر في محيطنا العربي أنه يتعامل وفق قاعدة «كيفما اتفق»، ومع الغياب القانوني الملزم بإعلان الحد الأدنى والأعلى من أرقام الطباعة؛ فإن أهزوجة «أعلى الكتب مبيعا» ستظل معشعشة في مشهدنا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة