سقط أحد أزارير ثوبي منذ لحظات، واختفى من عالمي بالكامل، فاستبدلته بأحد الأزارير العديدة من نفس الثوب. واكتشفت من خلال ذلك أن عددها كبير، ومبالغ فيه لدرجة أنه لا يتناسب مع مهمة الأزارير الأساسية. وتذكرت الطرائف التاريخية في هذا الموضوع والتي غيرت مجرى التاريخ. وتحديدا في يونيو عام 1812 قاد «نابليون بونابرت» جيشه الفرنسي الجبار المكون من حوالي ستمائة ألف رجل نحو موسكو بهدف احتلال روسيا بأكملها وتغيير نظامها .. وخسر ذلك الجيش الضخم رجاله بمعدل حوالي مائة ألف رجل شهريا .. أكثر من ثلاثة آلاف قتيل يوميا .. إلى أن وصل عدده إلى أقل من عشرة آلاف رجل فقط في نهاية ذلك العام، وكانت الخسائر العظيمة من أكبر ما شهده العالم في تلك الفترة القصيرة، وكان الشتاء الروسي القارس هو أحد أسباب الكارثة. ويحكي أن الأزارير المستخدمة في اللباس الرسمي للجنود الفرنسيين لعبت دورا في المأساة. وتحديدا كانت .. تلك مصنوعة من معدن «التنك» .. وهذا المعدن العجيب لا يتحمل البرودة. وتحديدا عندما تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من 13 درجة مئوية، يتحول إلى هيئة «بودرة». وكانت درجة البرودة الشديدة في روسيا السبب الرئيس في تحول تلك الأزارير لشكل لم يسمح لها بالقيام بعملها الأساس .. تخيل التالي «يا جنود فرنسا .. لنقاتل أعداءنا الروس بشراسة .. بردون .. بعدما أرفع البنطلون» .. وهكذا .. طبعا الموضوع كانت له أبعاد عسكرية جوهرية، ولكن هناك بعض المخاطر البيئية التي لا جدال فيها. وطرأت على بالي بعض الأمنيات البيئية الجديرة بالذكر وسألخص بعض منها في التالي: • أتمنى أن نعيد النظر في كمية البلاستيك التي نستعملها ونتخلص منها يوميا. وللعلم فقد وجدت دراسات أن هناك مناطق في الولاياتالمتحدة وأوربا بدأت تعاني من بلوغ البنات قبل سن التاسعة بسبب تراكم بعض من مخرجات النفايات البلاستيكية والتي يترجمها الجسم البشري وكأنها هرمونات الأنوثة (إستروجين). • أتمنى أن لا «نسخن» سيارتنا في الصباح قبل أن نحركها كما يفعل معظم السائقين. بعد تشغيل السيارة، وعدم ظهور أية أنوار حمراء على لوحة قيادة السيارة، يفضل التحرك فورا وبهدوء. وأتحدى أن يجد أي أحد ما يثبت عدم صحة هذا الإجراء التشغيلي. • أتمنى أن نمنع التقبيل أول يوم دوام بعد الإجازات، لأن لو افترضت أن كل قبلة تستغرق نصف ثانية فقط، فستضيع أكثر من مليوني ثانية في الدوائر الحكومية. وحسب تقديراتي فذلك الإهدار الزمني لن يقل عن حوالي خمسمائة وخمس وخمسين ساعة .. ومصالح الجمهور أولى بهذا الوقت. ولذا فسأكرر رغبتي لجميع الدوائر الحكومية: فضلا المصافحة بدلا من «التبويسات». • أتمنى أن نتخلص من عادة استخدام الكاسات لشرب المياه المعبأة في العبوات البلاستيكية. والمبرر هنا هو تفادي إهدار كمية المياه التي سنستخدمها لغسيل الكأس أو الكوب والتي لن تقل عن حوالي ربع لتر. فضلا لاحظ أن القارورة التي جاءت فيها المياه كانت نظيفة في الأساس. أضف إلى ذلك كمية الصابون الذي سيستخدم في غسيل الكاسة. أين سيذهب في غياب نظام صرف صحي في معظم مدننا؟ أمنية ختامية هناك حاجة دائمة لنثقف أنفسنا بيئيا وصحيا، ولا بد أن نشمل في ذلك التثقيف توريث التوعية البيئية السليمة لأبنائنا وأحفادنا، وأتمنى أن نبدأ كل هذا في بيوتنا بأبسط الأمور .. شاملة الأزارير. والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة