اخترقت سيارة تابعة لأمانة المدينةالمنورة الطرق العامة في سوق المواشي ومستودعات الأعلاف تجر خلفها خروفين نافقين مربوطين بمؤخرة السيارة، ورأساهما وأجزاء من جسديهما تسحل في الأرض، وتعلو السيارة أكوام من الأغنام النافقة في صندوق مكشوف. ويجسد المشهد المرصود من عدسة «عكاظ» مخالفة واضحة للشروط والضوابط الموضوعة من الأمانة نفسها، في كيفية التخلص من الحيوانات النافقة والإعدامات في المسالخ، حيث بدأت القصة حين ربط عاملا إدارة المسالخ التابعة للأمانة أرجل الخروفين بمؤخرة السيارة، والسير في وسط سوق المواشي ومستودعات الأعلاف في المدينةالمنورة. وحاولت «عكاظ» الحصول على رد من مدير الإعلام والمتحدث الرسمي لأمانة منطقة المدينةالمنورة المهندس عايد البليهشي، تجاه مشهد سحل الخروفين بشكل يضر بالصحة العامة في السوق، بيد أنه لم يتجاوب مع الاتصالات المتكررة رغم أنه من ضمن الموظفين المكلفين بالدوام في العيد. وبين ل «عكاظ» مصدر مسؤول في وزارة الشؤون البلدية والقروية في الرياض أن نقل الأغنام النافقة بالصورة التي رصدتها «عكاظ» يخالف ستة شروط وضوابط صريحة فرضت لتوفير الحماية الصحية والوقائية للبيئة، إذ يجب أن تكون الحاويات المستخدمة لنقل الجثث والإعدامات الجزئية المختلفة للمسالخ بمواصفات تمكن من نقلها بكل أمان إلى أماكن التخلص منها. وأضاف المصدر «ولا بد أن يكون صندوق العربات مبطنا بمادة غير منفذة للسوائل، وتغطية الجثث أثناء نقلها، وغسل وتطهير الحاويات بعد كل مرة تنقل فيها الإعدامات بواسطة ماء ساخن أو بخار مع مادة مطهرة، وحظر استخدام الحاويات تحت أي ظروف في نقل الحيوانات الحية أو العلائق والأعلاف، وآخر شرط يمنع قائدو الحاويات المخصصة لنقل الجثث تغيير خط السير المحدد لها سلفا، ولا يتوقف سوى لحمل المزيد من الجثث بناء على تصريح مسبق». من جهته، أوضح أخصائي الطب البيطري الدكتور ياسر عبد الفتاح أن الحيوانات النافقة مصدر بارز للعدوى وانتشار الأمراض بين الحيوانات بل قد يتعداه إلى الجنس الآدمي، مضيفا «لأن البكتريا المسببة لنفوقها تنتشر بسهولة عبر الهواء، أو المياه». ورأى الدكتور عبد الفتاح أن الطريقة التي سلكها العاملون في البلدية تتسبب في نشر العدوى إلى محيط أكبر مما كانت عليه، لو أبقيت الأغنام النافقة في مكانها حتى تتحلل.