عندما قابل القسيس بحيرا في ناحية من الشام عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب سأله عن فتى معهم فأراه أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إرجع به سريعا فإن لهذا الفتى شأنا بأنه النبي الخاتم الذي أخبر عنه الكتاب السماوي (الإنجيل) لأنه لو علمت به يهود فسوف تؤذيه، والقرآن الكريم شهد برقة قلوب القساوسة وحاملي الإنجيل وأنهم الأقرب مودة كما قال تعالى (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون). وكثيرون منا ممن خالط القساوسة يشهد لهم بأنهم لايستكبرون، صحيح أنهم على ضلال لكنهم قمة في تواضعهم ورقة في تخاطبهم ويدعون باسم المسيح إلى رضى الرب ولايكرسون مفهوم العدائية أبدا، وقد كان أستاذي نصرانيا نشيطا وممن يجوب العالم يدعو للمسيحية وغيره كثيرون يمجدون القرآن الكريم ويحترمون نبي الإسلام، ومنهم من إذا عرف أنه على ضلال وتداركته رحمة الله أسرع يعلن إسلامه خاصة منهم من يبحث عن الحقيقة، والنصارى عموما أقرب للتعايش السلمي مع المسلمين مقارنة للتعايش السلمي بين طوائف الأمة الواحدة. إن الإسلام أمرنا بأن نكون في تعاملنا مع الديانات في قمة العدل ووصى رسول الله صلى الله عليه وسلم توصية خاصة بالأقباط (نصارى مصر) وأعطى الشرع تسمية خاصة بأنهم أهل الذمة وتكليف ولي أمر المسلمين بالقيام على أمورهم والصرف عليهم إن احتاجوا، ولاتجد عالما مسلما يؤلب على قتلهم أو النيل منهم أبدا إلا من ضل الطريق وكان متطرفا، وكذلك القساوسة لاتجد منهم واحدا يمكن أن يكرس العدائية ضد المسلمين ناهيك عن حرق القرآن الكريم الذي هو الكتاب المقدس أخو الإنجيل إلا من كان متطرفا وحاقدا أو أنه ليس قسيسا لأن القساوسة ليسوا كذلك، كما هي الحال لدى بعض المتطرفين من أبناء المسلمين الذين هم ليسوا علماء إنما هم حملة فكر ضال من المسلمين فيعملون على تكريس مفهوم العدائية ضد كل من ليس من المسلمين وكأن الكرة الأرضية إنما خلقت لهم فقط ولايمكن أن يعيش على سطحها أكثر من دين وأكثر من فكر. إن هذه الظاهرة (ظاهرة التعدي الديني والعدائية) يجب أن تطرح على مائدة كل المنظمات العالمية، هيئة الأممالمتحدة وهيئات المنظمات الإسلامية والمسيحية واليهودية لوضع أطر تمكن شعوب الأرض من التعايش السلمي ونشر مفاهيم الصداقة والسلام تحقيقا لقوله تعالى (لا إكراه في الدين) وقوله تعالى (لكم دينكم ولي دين). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة