ضيق المساحة لم يمنع سكان حي العيدروس أحد أشهر أحياء جدة القديمة جنوبي المحافظة، من توارث طقوس الاحتفال في هذا الحي الحاضن لوسائل ترفيهية قديمة، تتوارثها الأجيال، وتختزل في عبارة «العيد فرحة، وحلاوة العيد يا حلاوة»، وسط غياب ألعاب مدن الملاهي الحديثة. إذ يحرص سكان حي العيدروس سنويا على الاحتفال بالعيد في حيهم صاحب الشهرة الأوسع في مواسم العيد في جدة القديمة، وذلك بتركيب المراجيح الآثرية القديمة وسط الحي، وتمدد بسطات الألعاب والهدايا على قارعتي شارع داخل الحي. ولا يخلو مشهد حي العيدروس الكرنفالي من وجود الأحصنة الحديدية التي يجري نصبها في ليلة العيد، وتظل طوال أيامه تستقبل الأطفال وتزيد من فرحتهم. يقول خالد بابقي أحد سكان حي الشام، إن سكان الأحياء المجاورة للعيدروس ورثوا عن آبائهم جمعة برحة الحارة العتيقة. بينما يؤكد سالم هندي من سكان حي مجاور بأنه لا يمكن أن يمر «علي صباح العيد دون أن أحضر لهذه الألعاب القديمة التي تشعرنا بفرحة العيد الحقيقية، بعيدا عن كل المغريات الحديثة من ألعاب إلكترونية والملاهي الحديثة».