تحشد السلطة الفلسطينية الدعم الدولي لدفع المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي نحو مزيد من الجدية، إذ أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي يزور إسبانيا حاليا أن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستفقد مصداقيتها إذا استؤنف الاستيطان في الضفة الغربية بعد انتهاء فترة التجميد الجزئي المؤقت. وقال فياض في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو «ينبغي التعامل مع مسألة الاستيطان بجدية أكبر»، مشيرا إلى أن «استئناف الاستيطان على الأرض التي ينبغي أن تقام عليها الدولة الفلسطينية يسيء إلى مصداقية عملية السلام». ودعا الأسرة الدولية إلى رفض الاستيطان. من جهته، أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لا ضمان بنجاح المفاوضات والتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك خلافا لأقواله البارحة الأولى بأنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق إطار حول قضايا الحل الدائم خلال عام. وقال نتنياهو في تهنئة لمواطني إسرائيل بمناسبة رأس السنة العبرية إنه «في هذه السنة (العبرية المنتهية) وبعد جهود كثيرة حركنا المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين، وهذه خطوة هامة في محاولة دفع اتفاق إطار لسلام بيننا وبينهم، وأقول محاولة لأنه لا يوجد أي ضمان للنجاح». وأضاف «توجد عقبات كثيرة ويوجد متشككون كثر وتوجد أسباب كثيرة للتشكك، لكن ثمة حاجة لمحاولة التوصل إلى سلام ونحن نحاول بشل بريء ولكن ليس ساذجا، ونحن نصر على أن يستند أي اتفاق بيننا وبين الفلسطينيين على مبدأي الأمن والاعتراف، وبضمن ذلك مصالحنا الهامة والقومية». إلى ذلك، أفصح عضو الوفد الفلسطيني للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل نبيل شعث عن أن الفلسطينيين سيقاطعون المفاوضات إذا استمرت إسرائيل في الاستيطان، مشددا على رفض الاعتراف بيهودية الدولة العبرية. وقال شعث في مؤتمر صحافي في رام الله، «إذا ما عادت إسرائيل للاستيطان فلن نبقى في المفاوضات». وأضاف «إذا ما استمرت إسرائيل بالاستيطان ورفضت تجميده فإنها تكون بذلك قضت على المفاوضات والآمال المعلقة عليها». واعتبر شعث وهو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن موعد ال 30 من الشهر الجاري، سيكون اختبارا حقيقيا لمواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بخصوص ما كان صرح به خلال لقاءات واشنطن بخصوص استعداده لإحداث تقدم حقيقي في المفاوضات السياسية بين الجانبين. وقال «القيادة الفلسطينية سوف تنتظر حلول هذا الموعد باعتباره اختبارا حقيقيا ويكشف حقيقية المواقف وجديتها، مضيفا «شبعنا وعودا وما نريده أفعال على الأرض».