بعد جهد جهيد وتركيز شديد فتح الله عليّ فتعلمت كيف أفتح وأقرأ رسائل الجوال، ثم أمسحها عندما تمتلئ ذاكرته بالرسائل حتى لايظل «يزن» علي بوجود رسائل كثيرة وأن ذاكرته مشحونة، وقد اكتفيت بهذا الإنجاز والتطور المعرفي واعتبرته نقلة في حياتي بعد أن كنت غير مستعد لفتح الرسائل ناهيك عن قراءتها ثم مسحها، ولكن الذي ظهر لي مما ورد من رسائل يومية أن أقل من عشرها تخصني وحدي وهي مرسلة إلي شخصيا أما التسعة الأعشار فهي رسائل عامة ترسل على أرقام جوالات المواطنين والمقيمين بطريقة عشوائية، وعلى الرغم من أنوفهم - شاء من شاء وأبى من أبى! - فأصبحت أهمل فتح الرسائل وعدم إشغال نفسي بها، إلا إذا وجدت وقتا شاغرا جدا فعندها قد أفتح الرسائل لأرى ما بها، فأجدها كالعادة رسائل عامة موجهة إلى جميع أفراد الشعب المولودين في يوم 1/7! ويكون معظم مضمونها لاعلاقة له باهتماماتي الشخصية من برامج ودورات ودعايات ونحوها، مما يزيد من رغبتي في إهمال تلك الرسائل المزعجة، وقد أجد من بينها رسائل خاصة تتضمن الدعوة لحضور حفل تكريم أو مناسبة اجتماعية من عقد قران أو زفاف أو نجاح أو توديع مسافر، ولكن غالبا ما يكون موعد الحفل أو المناسبة قد فات قبل «تفضلي!» بقراءة الرسالة التي تحمل الدعوة، فإن كان الداعي من المقربين فإنني أشعر بعدم الارتياح لفوات المناسبة وعدم حضوري إياها مجاملة ومشاركة له في فرحته، مع تحميله مسؤولية عدم دعوتي هاتفيا إن كان يهمه حضوري، أما إن كانت الدعوة من غير المقربين فإنني أعذره على استخدام الرسائل لتوصيل الدعوة وأعذر نفسي على عدم قراءتها في حينه وبالتالي عدم علمي أصلا بوجود دعوة لحضور حفل أو مناسبة، وليس من حقي أن أعتب عليه لعدم الاتصال الهاتفي لإبلاغ الدعوة إن لم تكن «بكرت»، وليس من حقه أن يعتب علي لعدم الحضور لأنني أعتبر أن الدعوات التي بالرسائل الهاتفية هي «عزيمة مراكبية» ومن لا يعرف معنى «عزيمة» يسأل عنه أبناء الحارات القديمة ومن لا يعرف معنى «مراكبية» يسأل عنه أهل جدة أو أهل الإسكندرية.. ولكم مني أجمل تحية!؟ للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة