لم يبق سوى أيام قليلة ويهل عيد الفطر المبارك، بعد أن من الله علينا بصيام شهر رمضان. وتكثر في هذه الأيام والليالي الأعراس، والمناسبات الاجتماعية واللقاءات العائلية، وتنشط الموائد طوال الليل والنهار، وتتدافع النساء، وتتنافس في تحضير أنواع الحلويات، وإحضارها من كل مكان. وعلى الرغم من التحذيرات والنصائح التي دائما ما يرددها الأطباء وخبراء التغذية، يبدأ الناس في الانقضاض على الأكل دون مبرر، يصبح أكل الحلويات مفتوحا طوال اليوم، ومع نهاية أيام العيد يكون كل فرد من أفراد الأسرة قد أضاف عددا من الكيلو جرامات إلى وزنه، وتكون المشكلة أكبر مع أولئك الذين يعانون من البدانة أصلا. والمشكلة الأساسية في معظم حلويات العيد، والتي يمكن أن توصف بأنها كوارث غذائية، أنها تحتوي على كميات كبيرة من السكر والمواد النشوية المكررة التي تمد الجسم بسعرات حرارية «فارغة» لأنها تفتقر إلى المعادن الطبيعية والبروتينات والفيتامينات التي كانت موجودة بها قبل التكرير. فجسم الإنسان لم يخلق ليتعامل مع السكر الأبيض المكرر والمواد النشوية المصنعة، ولكن ليتعامل مع المواد الموجودة في صورتها الطبيعية التي خلقها الله. فقد خلق الله لنا البنكرياس، وهو غدة صغيرة تقع قريبا من المعدة وتفرز العصارات و هرمون الأنسولين (وهو هرمون التخزين المشهور) لتنظم عملية الهضم وتركيز السكر في الدم. وعندما يتناول الشخص السكر الطبيعي وغير المكرر كالذي يوجد في الفواكه مثلا، ويفرز البنكرياس هرمون الأنسولين ببطء يتفق مع الانسياب البطيء للسكر من بين ألياف تلك الفواكه، ويتعامل البنكرياس مع السكر بطريقة شديدة التوازن لمد الحسم بالطاقة اللازمة دون حاجة لتخزين الزائد منه. ولكن الذي يحدث عندما نتناول السكر الأبيض المكرر الذي يوجد في الحلويات والذي تمتصه أجسامنا بسرعة كبيرة، أن البنكرياس يصاب بصدمة ولا يستطيع أن يحسب كمية الأنسولين التي يحتاجها لحرق السكر، فيفرز كمية كبيرة وغير محسوبة منه تخفض مستوى السكر في الدم فنشعر بالجوع بسرعة ونخزن معظم ما أكلناه وتزيد أوزاننا. فأرجوكم، في العيد.....فكروا في البنكرياس. *استشاري أمراض النساء والولادة و متخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة