تحت تهديد واعتداءات المستوطنين يعيش سكان الأحياء الفلسطينية في القدسالشرقية حياتهم اليومية، حيث كشف تقرير حقوقي أصدرته جمعية حقوق المواطن في إسرائيل أمس أن الشرطة الإسرائيلية لا تمنع اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين في البؤر الاستيطانية المقامة في قلب الأحياء الفلسطينية في القدسالشرقية. وقالت الجمعية في تقريرها الذي جاء تحت عنوان «مكان غير آمن» إن السلطات الإسرائيلية «أخفقت في حماية حقوق السكان في محيط البؤر الاستيطانية في القدسالشرقية». ويشير التقرير إلى أنه على ضوء ممارسات السلطات الإسرائيلية فإن المواطنين الفلسطينيين في القدس فقدوا الثقة بهذه السلطات وخصوصا الشرطة وبلدية القدس ووزارة الإسكان التي تنشر حراسا مسلحين في البؤر الاستيطانية الموجودة في قلب الأحياء الفلسطينية في البلدة القديمة ومحيطها. وزعم تقرير جمعية حقوق المواطن «أن المستوطنين الذين يسكنون في الأحياء (الفلسطينية) يعانون من الاحتكاكات والعنف»، لكن يظهر بصورة جلية أن السلطات الإسرائيلية تعمل الكثير من أجل حمايتهم وتلبية احتياجاتهم وأن هذا يكون أحيانا على حساب الأغلبية الفلسطينية. وأشار التقرير إلى أن تطبيق السلطات الإسرائيلية للقانون يتم بصورة انتقائية وأن هذه إحدى الظواهر المقلقة التي تظهر في التقرير الذي يرصد محاولات الفلسطينيين تقديم شكاوى ضد حراس وشرطيين ومستوطنين وزوار يهود يعتدون عليهم وعلى أملاكهم لكن من دون نتيجة. وأحد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين التي رصدها التقرير وقعت قبل عام تقريبا عندما أطلق مستوطن، وهو جندي كان في إجازة، النار على ساقي أحمد القرعان وعلى فتى فلسطيني من سكان حي سلوان، وأبقى هذا الاعتداء قرعان معاقا. ورغم أنه تم توثيق الاعتداء بواسطة كاميرات ووجود شهود يؤكدون اعتداء المستوطن على القرعان والفتى إلا أن الشرطة الإسرائيلية قررت إغلاق ملف التحقيق بادعاء عدم توفر أدلة كافية، علما أن الشرطة اتهمت القرعان في البداية أنه اعتدى على المستوطن وحاول اختطاف سلاحه.وأشار التقرير أيضا إلى أن تحويل الشرطة للفلسطينيين إلى مشتبهين دائمين جعل الأخيرين يمتنعون عن تقديم شكاوى عن الاعتداءات عليهم. كذلك تنفذ الشرطة الإسرائيلية عمليات اعتقالات واسعة النطاق ضد الأطفال والفتية الفلسطينيين بصورة تتناقض مع القوانين الإسرائيلية مثل اعتقال الفتية داخل المدارس أو أخذهم من بيوتهم في ساعات الليل المتأخرة واقتيادهم إلى غرف التحقيق وهم مكبلو الأيدي.ويتعرض المواطنون الفلسطينيون إلى اعتداءات وأعمال تنكيل من جانب حراس البؤر الاستيطانية الذين يعملون في شركات حراسة خاصة، وأكد التقرير على أن هذه الظاهرة اتسعت بصورة مذهلة وأن وزارة الإسكان هي التي تمول هذه الحراسة. كذلك فإن كاميرات الحراسة التي يتم نصبها في مباني البؤر الاستيطانية في الأحياء الفلسطينية تؤدي إلى التوغل في خصوصيات السكان الفلسطينيين.