تباينت تقديرات مواطن في منطقة جازان وفرع وزارة الزراعة في المنطقة، تجاه خطورة المرض الذي أصاب قطيع المواشي العائد إلى المواطن، وحجم تفشيه في القطيع. وأكد المواطن إبراهيم المجيردي، وهو من سكان محافظة بيش في منطقة جازان، أن مرضا غامضا أصاب قطيع المواشي العائد إليه، وتسبب في نفوق 57 رأسا، محملا فرع وزارة الزراعة جزءا كبيرا من المسؤولية عن حالات النفوق تلك بسبب عدم وضوح التعليمات الخاصة بعلاج مواشيه المريضة. وفي المقابل، حصر فرع وزارة الزراعة خسائر المواطن في أربعة رؤوس ماشية فقط، وقلل من حجم خطر المرض، موضحا أنه ناتج من (تسمم دموي). وأحدثت حالات نفوق المواشي المتزايدة في قطيع المجيردي حالة من الهلع لدى ملاك المواشي الذين يتركز نشاطهم في محافظة بيش وقراها، ويعتمدون عليها اعتمادا كليا في الحصول على لقمة العيش، بعد أن ذكرتهم بمرض حمى الوادي المتصدع الذي فتك قبل أكثر من عشر سنوات بأعداد كبيرة من المواشي في منطقة جازان، كما أدى انتقاله إلى البشر في تسجيل عشرات الوفيات. وذكر المواطن المجيردي ل«عكاظ» أن المرض الغامض داهم أغنامه منتصف شعبان الماضي، وبدأ يفتك في مواشيه، وقال «راجعت فرع وزارة الزراعة في بيش، ووصفوا لي علاجا اشتريته من الصيدليات البيطرية الخارجية، وعندما طعمت مواشيه بهذا العلاج زادت حالت النفوق بينها، خصوصا الحوامل منها، وعندما راجعه الفرع مرة أخرى بادر الطبيب البيطري إلى تطعيم بقية المواشي، وأخذ عينات من بعضها». وأضاف: «أبلغني الطبيب البيطري أن هذه التطعيمات لا تعطى للمواشي الحوامل، وهذا الأمر لم يحذروني منه في المرة السابقة»، متهما فرع وزارة الزراعة بالتسبب في نفوق غالبية مواشيه، بسبب عدم شرح الأطباء البيطريين العاملين فيه أن العلاج الموصوف لمواشيه لا يصلح لتطعيم الحوامل منها، مشيرا إلى أن بلدية بيش أزالت المواشي النافقة والمتعفنة، حتى لا يحدث بقاؤها كارثة بيئية في المحافظة. من جانبه، رد الطبيب البيطري في فرع وزارة الزراعة في بيش الدكتور علي جمعة، على اتهامات المواطن المجيردي للفرع، وأكد أن آخر زيارة لمواشي المواطن حدثت قبل 15 يوما. وقال الدكتور جمعة: «عدد المواشي النافقة الذي ذكره المواطن لا أساس له من الصحة، فعندما زرناه قبل 15 يوما كان عدد مواشيه النافقة لا يزيد على أربعة فقط، وعملنا اللازم لها بإعطاء التطعيمات لمواشيه، وأخذ عينات من المواشي النافقة، وبعد فحصها وجدنا أن سبب نفوق المواشي هو إصابتها يتسمم دموي».