مرض غريب يدهم الماشية في بعض مزارع قرى وادي جازان ليسبب نفوق العشرات من الضأن والماعز بشكل لم يشهده الأهالي من قبل، وعلى رغم تدخل وزارة الزراعة، إلا أن هناك تخوفاً من عدم جدوى الأدوية التي جرب بعضها، ومن سريان عدوى هذا المرض حتى على الأشخاص. وذكر المزارع علي عسيري أنه تفاجأ بنفوق 14 رأساً من ماشيته في أقل من 24 ساعة بسبب مرض مباغت من دون وجود أعراض سابقة، وقال: «بدأ ظهور المرض الأربعاء الماضي بأعراض لفترة قصيرة مثل الهزال والدوار الشديد، إذ لا تستطيع الماشية التحكم في وقوفها ومشيها إلى أن تطيح ويشتد عليها المرض فتنفق»، مشيراً إلى أنه يستبعد وجود أي سموم في الأعلاف، لأنه لا يستخدم الرش في مزرعته نهائياً، وأنه يتخوق من فايروس غامض تسبب في نفوق الضأن. وأضاف: «انتقل معنا طبيب بيطري من صيدلية خاصة لمعاينة بعض الحالات، وبعد أن اشترينا منه أدوية وشرح لنا كيفية الاستعمال نفق بعض الماشية، ولم نجد جدوى للعلاج، ولا يزال المرض يفتك بمواشينا»، لافتاً إلى أنه تم التجاوب من فرع وزارة الزراعة والحضور للمزرعة ومعاينة الماشية النافقة وصرف الأدوية اللازمة وتطعيم السليمة منها. وذكر «السبعيني» طاهر جبران أن مصدر رزقه الوحيد الضأن منذ وقت طويل، ولم يصادف نفوقاً للماشية بهذه الكثرة من قبل، إذ إن النفوق الطبيعي لا يكون إلا في اثنتين أو ثلاث على الأكثر، مشيراً إلى أنها تتساقط دفعة واحدة بحركة واحدة حتى تنفق، ويخشى أن يكون المرض قد ينتقل إلى الناس، كما حدث مع بعض الأمراض في السابق. من جانبه، ذكر طبيب بيطري (تحتفظ «الحياة» باسمه) أن المرض الذي أصاب الماشية يسمى ب «التسمم الدموي»، وهو منتشر في المزارع، ولا سيما هذه الأيام، وهناك تطعيم للحيوانات السليمة، أما التي أصيبت بالمرض فنسبة شفائها ضئيلة، لافتاً إلى أنه تم إرسال بعض البيطريين المتخصصين لمعاينة الماشية النافقة، وأخذ عينات لعمل تحاليل لمعرفة أسباب نفوقها، وجميع الأدوية موجودة وسيتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية والعلاجية بهذا الخصوص. واتصلت «الحياة» بالمدير العام لفرع وزارة الزراعة في المنطقة محمد الشريم للتعليق على الموضوع، لكنه لم يجب على الاتصالات المتكررة.