مسلسل (زُهرة وأزواجها الخمسة) من أبرز المسلسلات الرمضانية المتابعة في رمضان، فالعمل الذي كان ملفتا منذ البداية عبر عنوانه الذي شد المشاهد إليه للبحث في كيفية الطرح الذي يتناوله المسلسل، وكيف هي ستكون أحداثه مع المرأة التي ربما ستجمع في عصمتها رجال يقدرون بالخمسة، إلا هذا الشد الأولي لم يكن الطعم الذي يفتح شهية المشاهد لمتابعة العمل الذي تقوم ببطولته المطلقة الفنانة غادة عبد الرازق، لتخوض تفاصيل البنت الفقيرة الجميلة التي يريدها الجميع، إلا أن الطموح لديها يفتح أمامها الأبواب المشرعة، لتنتقل عبر الزواج إلى عالم الثراء والتحولات الجذرية، فتتنقل من زوج لآخر بين ذلك الغني المزواج الطاعن في السن (حسن يوسف)، وبين الرومانسي (باسم ياخور) والشاب الراضخ (أحمد السعدني). مخرج العمل محمد النقلي، كان ذكيا في صياغته البصرية واختيارات المميزة للزوايا التي تنطلق منها الكاميرا، لإضفاء حالة من الإبداعية، كما أنه استثمر كثيرا المناظر الجمالية اللبنانية إضافة للمشاهد الخارجية الأخرى التي قدمها من شرم الشيخ. وفي المقابل فإن العمل وإن كان أداء الفنانة غادة عبد الرازق مهما ومحوريا في متابعة مجريات أحداثه، إلا أن الفكرة التي يقدمها مؤلف العمل مصطفى محرم، تستحق الإشادة فقد وضع اللبنة المهمة والرئيسة التي انطلق منها المخرج والفنانة وفريق العمل، ليقدموا عملا جيدا يتابعه الجمهور وينتظرون حلقاته، ولعل مسلسل (زهرة وأزواجها الخمسة) ونجاحه هي حالة توازي الوهج الذي تحقق في مسلسل (الحاج متولي) للفنان نور الشريف، الذي شاركت في غادة عبد الرازق كإحدى الزوجات. (زُهرة وأزواجها الخمسة) عمل استطاعت عبره أن تؤكد أنها قادرة على العطاء وتقديم نفسها بشكل مميز، ينم عن فهمها الجيد للدور وأبعادها النفسية والاجتماعية، وحالات التحولات في مراحل العمل، وسيكون هذا المسلسل بوابة التي تلج منها (غادة) لأعمال البطولة المطلقة في المرحلة المقبلة، بعد أن كانت تشارك في السابق في الأدوار المهمة المساندة.