بعد انطلاق الرعاية الأمريكية لمفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس أن إدارته تحقق تقدما في محادثات السلام في الشرق الأوسط التي يستضيفها في البيت الأبيض. وقال للصحافيين بعد الاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل على حدة، «نحن نحقق تقدما». وأثارت انطلاقة مباحثات السلام مواقف متباينة، إذ قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن الكثيرين متشائمون من نتائج الجولة الجديدة من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حسب ما أوردت مصادر صحافية. وأضاف أن لجنة مبادرة السلام العربية التي قدمت في يوليو (تموز) الماضي دعمها لقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المحادثات المباشرة مع إسرائيل، قد تنعقد قريبا لمراجعة تقدم المحادثات. مشيرا إلى أن دور لجنة مبادرة السلام العربية مستمر لمتابعة الأمر، وإن الكثيرين متشائمون من نتائج هذه المفاوضات وربما نضطر في وقت قصير إلى عقد اجتماع للجنة لتقييم الموقف برمته بعد أسبوعين أو ثلاثة أو بعد شهر سبتمبر (أيلول) الجاري، حسب المصادر ذاتها. ومن المقرر أن يلتقي عباس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن اليوم للإعلان عن الإطلاق الرسمي لمحادثات السلام التي توقفت بعد أن شنت إسرائيل هجوما مدمرا على قطاع غزة في ديسمبر (كانون الأول) 2008. فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة صحافية عن استعداده لتطبيق اتفاق السلام الذي سيتم التوصل إليه على مراحل، وقال: «موضوع السلام نتفق عليه وليس لدينا مانع أن يكون مرحليا ولكن ليس عبر عشر سنوات». ومن جهته، هاجم رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في واشنطن. وقال هنية في كلمة في حفل إفطار مع وجهاء وأعيان غزة، أمس، «نحن هنا نقرر وباسم كل شرفاء شعبنا الفلسطيني أن المفاوضات المباشرة التي تدشن في أروقة البيت الأبيض، هي بلا غطاء وطني وتجري تحت الإكراه والضغط». واعتبر أن الذهاب الفلسطيني للمفاوضات تم بموجب «مذكرة الجلب» الأمريكية، مشددا على أن مصير هذه المفاوضات الفشل، «لأنها لا تصب في مصلحة شعبنا الفلسطيني إنما في مصلحة الاحتلال». وأكد رفض المفاوضات، «لأنها فاشلة»، و «لأننا لا نريد أن نخدع من ذات الأطراف، ونلدغ من ذات الجحر مرة، فقد لدغ الشعب الفلسطيني من مدريد إلى أوسلو إلى واي ريفر إلى كل الاتفاقات»، في إشارة إلى الاتفاقات السابقة التي وقعتها السلطة الفلسطينية.