تعيش باكستان بين نارين، نار الفيضانات والكوارث التي لحقت بها، ونار الإرهاب الذي يستشري في البلاد، إذ قال مسؤول أمريكي كبير إن الولاياتالمتحدة شهدت أدلة على أن متشددين باكستانيين وجمعيات خيرية لها صلات بهم يعززون دورهم في الإغاثة من الفيضانات في إطار سعيهم لكسب الدعم الشعبي. ويأتي التصريح بعد تحذيرات من وزارة الخارجية الأمريكية بأن المتمردين قد يستهدفون أيضا عاملين أجانب في المساعدات بعد الفيضانات مما يعرض للخطر جهود الإغاثة التي يقول منتقدون إنها تتحرك ببطء شديد. وفاقت الفيضانات وهي الأسوأ في باكستان منذ عقود وسببتها أمطار موسمية غزيرة غير معتادة بدأت قبل ثلاثة أسابيع قدرة الدولة الباكستانية على مواجهتها. ومن المخاطر الرئيسية نجاح بعض الجمعيات في استغلال الغضب الشعبي من تعامل الحكومة الباكستانية مع الكارثة رغم مسارعة الولاياتالمتحدة وحلفاء دوليون لتوصيل مساعدات إضافية. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن المتشددين يوزعون حتى الأموال على المنكوبين. وأضاف هناك إشارات واضحة بالتأكيد على أن المتمردين ومجموعات موالية لهم يحاولون استغلال الفيضانات وعمليات الإغاثة منها لحشد الدعم لجهودهم الأوسع حتى يكونوا قادرين على التحكم في أجزاء كبيرة من باكستان. وإدراكا للمخاطر أعلنت باكستان الأسبوع الماضي أنها ستكبح جماح الجمعيات الخيرية التي لها صلات بجماعات متشددة.