أشاع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان أمس حالة من التشاؤم حين صرح بأن الفلسطينيين وإسرائيل ليس أمامهم فرصة فعلية للتوصل إلى اتفاق سلام خلال فترة العام التي حددتها الولاياتالمتحدة. وقال ليبرمان اليميني المتشدد لراديو إسرائيل: "أعتقد أن هناك مجالا لخفض سقف التوقعات والتحلي بالواقعية». وتابع: «لا توجد وصفة سحرية يمكنها أن تحقق لنا خلال عام اتفاقا دائما يسفر عن إنهاء الصراع وحل كل القضايا المعقدة مثل اللاجئين والقدس والمستوطنات اليهودية». وفي الأسبوع الماضي قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون داعية الفلسطينيين والإسرائيليين لاستئناف المحادثات المباشرة المتوقفة منذ أواخر 2008، إن الولاياتالمتحدة تعتقد أن كل القضايا الكبرى يمكن حلها خلال عام. ومن المقرر بدء المحادثات المباشرة في واشنطن الخميس المقبل. لكن المفاوضات من الممكن أن تتعثر سريعا في 26 سبتمبر (أيلول)، عندما ينتهي حظر محدود مدته عشرة شهور على بناء مساكن جديدة في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة. وهدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالانسحاب من المحادثات إذا استأنفت إسرائيل البناء في المستوطنات. وأبدى ليبرلمان ثقته في أن الحكومة الإسرائيلية لن تمدد الحظر المفروض على البناء في المستوطنات والذي وافق عليه نتنياهو تحت ضغوط أمريكية لإقناع الفلسطينيين بإجراء محادثات مباشرة. وأردف ليبرمان إن مشاريع متعلقة بعدة آلاف من منازل المستوطنين من الممكن أن تنفذ سريعا. وتعارض الولاياتالمتحدة توسيع المستوطنات لكنها لم تصل إلى حد دعوة نتنياهو إلى تمديد الحظر وهي الخطوة التي ربما تحدث انقسامات داخل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم الذي تهيمن عليه أحزاب موالية للمستوطنين بما في ذلك حزب ليكود الذي ينتمي له رئيس الوزراء. وبدلا من ذلك حثت واشنطن كلا من الفلسطينيين وإسرائيل على عدم اتخاذ إجراءات من شأنها الإضرار بالمفاوضات، وقالت إن قضية المستوطنات سيجري التطرق إليها في محادثات الأسبوع المقبل. وأقر ليبرلمان بحظر غير رسمي في القدسالشرقية، والذي لم يشمله الحظر الرسمي، إن 1600 وحدة سكنية للإسرائيليين، مرت بكل إجراءات الموافقة. ومضى يقول إن أعمال البناء من الممكن أن تبدأ على الفور في 2000 منزل آخر في الضفة الغربية بمجرد انتهاء فترة الحظر. واقترح دان مريدور وهو وزير المخابرات والطاقة النووية ونائب رئيس الوزراء وهو معتدل في الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة استئناف بناء المساكن في الكتل الاستيطانية الكبرى فقط التي تعتزم إسرائيل الاحتفاظ بها في أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه في المستقبل والذي ربما يشمل تبادلا للأراضي. وقال مريدور في مقابلة إذاعية الثلاثاء: «هذا هو موقفي، هذا ليس موقف الحكومة لكني أتحدث عنه لأن علينا أن نبحثه ونحاول التوصل إلى اتفاق بشأنه. لم نصل بعد إلى هذه المرحلة». ولم يعقب نتنياهو الذي يقضي عطلة في شمال إسرائيل هذا الأسبوع على تصريحات مريدور. وحذره مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة (ييشع) في خطاب من أنه قد يواجه مشكلات من حلفائه داخل الحكومة. وجاء في الخطاب: «ما لم يجر منحنا حقنا القانوني في بناء منازل بشكل فعلي لأسرنا وأبنائنا فلا يمكننا السماح بوضع يواصل فيه الائتلاف الحكم». ويوجد نحو 500 ألف يهودي في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية حيث يعيش 5ر2 مليون فلسطيني.