تشكل المخدرات بكل صنوفها خطراً داهماً يستهدف تحطيم مستقبل شباب الأمة في كل مكان وعلى مستوى العالم، حيث ينشط تجار المخدرات بتسخير المهربين والمروجين لتسويقها بمختلف الأساليب والعديد من الوسائل التي توصل المخدرات للشباب. ولقد اهتمت حكومتنا الرشيدة من السنوات الأولى لانتشار المخدرات في العمل على مكافحتها بالملاحقة والقبض على المهربين والمروجين من ناحية، والتوعية والتوجيه وإقامة مستشفيات الأمل لمعالجة المدمنين من ناحية أخرى. ورغم كل الجهود التي يبذلها رجال الجمارك وحرس الحدود والعاملون في إدارات مكافحة المخدرات فإن ما تحققه من أرباح مهولة للمتاجرين بها والذين لم يفتأوا يحاولون وستظل محاولاتهم دائمة الاستمرار للتهريب والترويج بدليل آخر ما نشرته «عكاظ» وبقية الصحف بتاريخ الإثنين 24/6/1431ه وقد جاء فيه: «أعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية المختصة تمكنت في عدد من العمليات الأمنية خلال شهري ربيع الثاني وجمادى الأولى الماضيين من ضبط 6.791.769 مليون قرص كبتاجون و 652535 طن حشيش مخدر و 2440 كيلو جراماً من الهيروين». كل هذه الكميات المهولة في شهرين فقط لا غير الأمر الذي يدعو لتكثيف الجهود في مواجهة الهجمة الشرسة لتهريب وترويج المخدرات، من أجل ذلك جاءت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عند ترؤسه اجتماع مكافحة المخدرات الأسبوع الماضي على أهمية النظر في استغلال أوقات فراغ الشبان وإنشاء الأندية الرياضية في الأحياء، كما دعا الآباء والأمهات والمجتمع ومنابر المساجد إلى توعية الشبان من خطورة المخدرات وتجنبها حفاظاً على سلامتهم وسلامة حاضرهم ومستقبلهم. وإن من الضرورة الاهتمام في القطاعات الصحية، وتنفيذ برامج إعلامية مدروسة بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات حتى تعطي النتائج الإيجابية وتعمل عليها بشكل احترافي. وأوضح سموه: أن الاجتماع ناقش ما يتعلق بسلامة الإنسان السعودي من أشر وأسوأ وباء في العالم ألا وهي المخدرات بأنواعها. ثم أضاف سموه قائلا: «نحن نركز الآن على الاعتماد على الحقائق والأرقام سواء في التهريب أو في الاستعمال أو حتى في الجرائم التي ترتكب بسبب استعمال المخدرات، وسنرفع لسيدي خادم الحرمين الشريفين قريباً إن شاء الله بتوصية هذه اللجنة فيما يجب اتخاذه في هذا المجال للتقليل من وصول هذه المخدرات وكذلك التعامل مع المستعملين وتوعيتهم توعية صحيحة وعلمية، إذ لا يوجد أشر من المخدرات في كل المجتمعات؛ لأنها تقضي على أعز ما عندنا وهم أبناؤنا وشبابنا سواء كانوا رجالا أو نساء فليس أعز على الإنسان من أبنائه فكيف يكون حاله عندما يجد أحدا منهم يسقط في هذا الوباء. وأنه لولا الإغراء المادي ما أتتنا المخدرات ولو لم يجد المهرب والمروج من يشتري ما وجدت هذه المخدرات بشكل مزعج جدا، وأسوأ الجرائم هي التي ترتكب بأسباب المخدرات». وهذا في الواقع هو بيت الداء إذ أغرت الأرباح الكبيرة التي يكسبها تجار المخدرات وما يناله المروجون من انتفاع مادي أيضاً إلى المزيد من التوسع والانتشار بما لا يمكن القضاء على درء مخاطره إلا بالتوعية المتواصلة من ناحية، والترصد للتجار والمهربين بكل طريق، والله المستعان. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة