زفت «عكاظ» أمس خبر الفوز بلقب «شاعر عكاظ» لهذا العام للشاعر اللبناني شوقي بزيع، الذي اعتبر فوزه مفاجأة سارة، منطلقا من قيمة الجائزة الثقافية المرتبطة بأهم ميادين الشعر العربي الأصيل على امتداد التأريخ. بزيع أبلغ «عكاظ» بأنه شارك في آخر يوم حددته اللجنة لتلقي القصائد، لافتا إلى أنه اختار قصيدته «مرثية الغبار» لخوض غمار هذا التنافس الشعري لأنها الأقرب إلى نفسه. وأشار بزيع إلى أنه كتب القصيدة عام 1992م، وأضاف «جمعت في القصيدة بين الشخصي والعام، واخترت أن يكون النص حواريا بيني وبين الطفل بداخلي للإجابة على كثير من الأسئلة .. ماذا قدمت في الحياة؟، وما هو مصير الأحلام التي رسمتها في الصغر؟، وغيرها من التساؤلات المحيرة والشائكة التي تمثل تصفية حساب لجيل مع ماضيه، فضلا عن كونها تصفية لحسابي مع نفسي». وعن مهرجان سوق عكاظ قال بزيع «لم أشارك في المهرجان بصيغته الجديدة، رغم أنني استلمت العام الماضي دعوة للمشاركة في أنشطة المهرجان، ولكن ترتيباتي الخاطئة حرمتني من المشاركة، حيث ذهبت إلى المطار دون الحصول على التأشيرة، وكنت أتوقع بأن القادم إلى المملكة بدعوة رسمية لايشترط له الحصول على التأشيرة، ولذلك لم اتمكن من الحضور». وأكد بزيع بأن المهرجان يكتسب أهميته من محاولة إعادة وتجديد لحظة متوهجة من لحظات الشعر العربي، مبينا أنه ينحاز للمشاركة في المسابقات بقصيدة كتبت في وقت كان ينحاز فيها للشعر بعيدا عن أي شيء آخر، واشترط بزيع ألا يكتب الشاعر قصيدته للمشاركة في مسابقة أو لإلقائها في منبر محدد. واستحضر شوقي بزيع موقفا إنسانيا لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، قائلا: «في حرب تموز 2006 تعرضت قريتي (زبقين) للقصف وهدمت الكثير من المنازل وراح ضحية الحرب 20 شخصا من أسرتي». واستطرد بزيع، «أشار علي أحد أبناء قريتي أن أذهب إلى الوزير خوجة وأبلغه رسالة مختصرة أدهشتي بلاغتها من شخص عادي ليس له علاقة بالشعر، حيث قال أبلغ الوزير خوجة لو كانت بيوت الشعر تتسع للإقامة لسكنا في بيوت شعره وشعرك». وأضاف بزيع «ذهبت إلى خوجة وأبلغته الرسالة فتأثر كثيرا، وأخبرني بأن المملكة تولي اهتماما كبيرا بتعمير الكثير من القرى المتضررة، ووضع الوزير قريتنا في قائمة تلك القرى التي أعادت حكومة المملكة تعميرها في خطوة تؤكد قوة الروابط السعودية اللبنانية. يذكر أن شوقي بزيع من مواليد زبقين جنوبي لبنان 1951م، عمل في التدريس بين عامي 1973و1989، ويعمل الآن مستشارا في وزارة الإعلام اللبنانية، وعمل في الصحافة رئيسا للقيم الثقافي في جريدة «السفير» اللبنانية، وهو كاتب أعمدة وزوايا ومقالات في العديد من الصحف العربية. شارك بزيع في الكثير من المهرجانات الشعرية والندوات والمؤتمرات الثقافية في العالم العربي وخارجه، وترجمت قصائده إلى لغات عدة بينها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية، وصدرت له 13 مجموعة شعرية من أبرزها فراديس الوحشة 1999، جبل الباروك 2002، سراب المثنى 2003 فضلا عن مجموعته «مرثية الغبار».