كشف ل «عكاظ» مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري عن حجم التجهيزات البشرية والآلية لفريق الإنقاذ السعودي الذي اكتمل وصوله لحيدر آباد للمساهمة في إغاثة الشعب الباكستاني جراء الفيضانات التي اجتاحت ذلك البلد. وقال الفريق التويجري في حديث هاتفي مع «عكاظ» أمس، إن الفريق يتألف من أكثر من 160 رجل إنقاذ وإسعاف وإخلاء، إلى جانب أربعة أطباء من منسوبي الخدمات الطبية في وزارة الداخلية، وأكثر من ثمانية آلاف آلية وقطعة إنقاذ نقلتها ست طائرات شحن جوي زنة كل واحدة 140طنا، مبينا أن طائرة الشحن السابعة والأخيرة ستصل اليوم إلى باكستان ليكتمل بذلك جسر الإنقاذ الجوي السعودي استجابة لتعليمات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني. فريق دولي وأفاد أن الآليات والتجهيزات التي سخرتها المملكة لأول فريق إنقاذ دولي سعودي يسهم في عمليات خارج البلاد، تتكون من سيارات إنقاذ ومعدات ثقيلة، كشيولات، بلدوزرات، قوارب مطاطية، محطات تنقية مياه متنقلة، مولدات كهربائية، مولدات إنارة، مضخات مياه وثلاجات أدوية، مواد علاجية وطبية، أجهزة اتصالات، أدوات غوص ذات مواصفات عالية منها ما يستخدم في المياه الراكدة وأطواق نجاة وخلافها من التجهيزات اللازمة. عمليات مشتركة وذكر الفريق التويجري أن مهمة فريق الإنقاذ الذي يقوده المشرف على أعمال الإنقاذ المائي في المديرية العامة للدفاع المدني العميد محمد الشعباني ومدة بقائه في الباكستان مسألة يحددها المسؤولون الباكستانيون الذين أنشأوا غرفة عمليات مشتركة مع الفريق السعودي الذي سيبدأ مباشرة مهماته الميدانية اعتبارا من صباح اليوم، مؤكدا أن طبيعة أعمال الفريق ستتركز على الجانب الإنقاذي والإسعافي للمتضررين الباكستانيين بكل الوسائل والتجهيزات اللازمة والممكنة. نجدة المنكوبين وفيما قال المسؤولون الباكستانيون إن فريق الإنقاذ السعودي هو أول فريق إنقاذ دولي يصل إلى الباكستان، أكد مدير عام الدفاع المدني أن إرسال الفريق جاء انطلاقا من شعور وإحساس الملك المفدى بمعاناة وآلام إخوانه أبناء الشعب الباكستاني، الأمر الذي ينسجم مع دور المملكة على المستويين الرسمي والشعبي في نجدة المنكوبين، وإغاثة المتضررين في أنحاء العالم الإسلامي، حتى أصبحت «مملكة للإنسانية»، يقودها رجل كبير وعظيم في عطائه وإنسانيته ونبله كعبد الله بن عبد العزيز.
ولفت الفريق التويجري إلى أن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية قضت بتذليل كافة الصعاب وتهيئة كل الظروف والسبل لوصول المعونات وفريق الإنقاذ السعودي إلى المناطق المتضررة تنفيذا للرغبة الملكية السامية الكريمة، مشيرا إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية تابع أولا بأول عمليات إعداد الفريق وتجهيزه، وأصدر التوجيهات اللازمة لنا في الدفاع المدني ببذل كل ما في وسعنا تحقيقا لتطلعات ولي الأمر. خريطة طريق وأبان مدير عام الدفاع المدني أن الأمير محمد بن نايف حث فريق الإنقاذ السعودي بأن يظهروا بشكل إنساني وبطولي مشرف، يعكس الدور الريادي للمملكة على مختلف الصعد لنجدة المتضررين والمنكوبين، لاسيما في عالمنا الإسلامي، مؤكدا أن توجيهاته ستكون نبراسا يضيء عمل الرجال وخريطة طريق يسير عليها رجال الإنقاذ في مهماتهم في جمهورية الباكستان. قيادة الفريق إلى ذلك، وفي أول حديث صحافي منذ تسلمه لمهماته في الباكستان، أكد قائد فريق الإنقاذ السعودي الدولي العميد الشعباني في اتصال هاتفي من حيدر آباد أجرته معه «عكاظ» أمس، إن الفريق سيبدأ صباح اليوم مهماته الميدانية في حيدر آباد والقرى والبلدات المتاخمة لها، باعتبارها أكثر المناطق الباكستانية تضررا جراء الفيضانات التي شهدتها البلاد، مشيرا إلى التنسيق التام مع السلطات الباكستانية المختصة عبر سفارة خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد، وإن فريق الإنقاذ السعودي الدولي قد وضع جميع إمكانياته تحت تصرف الإخوة الباكستانيين. واجب إسلامي وأفاد العميد الشعباني أن الطاقم البشري للفريق جاهز ومتأهب للبدء في عمليات الإنقاذ والإخلاء استجابة لنداء الواجب الإسلامي الذي حرص خادم الحرمين الشريفين على تلبيته، مؤكدا أن رجال الإنقاذ يشعرون بفرحة كبيرة لتمكنهم من بلوغ باكستان للمساهمة في نجدة وإغاثة إخوانهم المتضررين جراء الكوارث التي خلفتها الفيضانات.
الوكالات حيدر آباد (باكستان) خلال الأيام الثلاثة المقبلة ستظل مخاطر السيول مرتفعة للغاية في وادي الإندوس جنوبي باكستان بعد مرور شهر على بدء الفيضانات المدمرة التي خلفت حتى الساعة خمسة ملايين منكوب من دون مأوى. وبعد زوال هذا التهديد، ستبقى باكستان تواجه أخطر أزمة إنسانية في تاريخها من حيث مساحة المناطق التي تضررت، وعدد السكان الذين تأثروا بعد أن طالت الفيضانات خمس مساحة البلاد وأدت إلى مصرع 1500 شخص وتضرر أكثر من 20 مليونا بنسب متفاوتة. وردا على سؤال البارحة الأولى لمعرفة الفترة الزمنية اللازمة لتخفيف معاناة المنكوبين وإعادة إعمار البلاد، قال الرئيس آصف علي زرداري «ثلاث سنوات على الأقل». وأضاف «أعتقد أن باكستان لن تتعافى تماما من هذه الكارثة». وفي شمال البلاد ووسطها، المناطق الأكثر تأثرا، بدأت المياه تنحسر منذ أيام وخطر وقوع فيضانات جديدة تراجع في حين توقف هطول الأمطار. إلا أن منسوب المياه في نهر الإندوس يستمر في الارتفاع، والقلق يهيمن الآن على المنطقة الجنوبية في ضواحي حيدر آباد، سادس كبرى مدن باكستان مع أكثر من 2,5 مليون نسمة. والثلاثاء، صرح جام سيف الله داريجو وزير الري في إقليم السند، حيث تقع حيدر آباد: «سيكون الوضع خطيرا جدا في اليومين المقبلين أو الأيام الثلاثة المقبلة وعلينا مراقبة مستوى المياه عن كثب في مصب نهر الإندوس الذي سيكون مرتفعا بشكل استثنائي». وأضاف أن الوزارة نشرت آلاف العمال لتعزيز السدود التي تحمي المدن على طول نهر الإندوس وروافده، مشيرا إلى أن كل الاحتمالات واردة. وأكد عارف محمود المسؤول عن المركز الوطني للأرصاد الجوية مخاوفه. وقال: «سيكون مستوى نهر الإندوس مرتفعا بشكل استثنائي عند سد كوتري»، عند أبواب حيدر آباد «لثلاثة أو أربعة أيام قبل أن يتراجع». وأضاف «لن يكون هناك خطر في الأيام ال 15 المقبلة»، مؤكدا أن الأمطار الموسمية تتراجع. ومنذ أربعة أيام تم إجلاء مئات آلاف الأشخاص من مدن وقرى وادي الإندوس، وتؤكد السلطات أنه حتى الساعة لم يقض أحد غرقا رغم وصول الفيضانات إلى عشرات القرى. وعلى بعد 250 كلم شمال حيدر آباد، غادر سكان شهدادكوت التي تعد 100 ألف نسمة هذه المدينة والقرى المجاورة لها. وفي ضواحي حيدر آباد تم إخلاء نحو 40 قرية في الأيام الأخيرة قبل أن تغمرها المياه، بحسب الوزير الذي قدر الاثنين عدد النازحين بأكثر من 100 ألف. وفي شمال غرب باكستان وشمال شرقها، المناطق الأكثر تضررا منذ بدء الفيضانات، وفي وسطها بدأت المياه تنحسر مخلفة دمارا طال قرى بكاملها. وبالكاد يتمكن ملايين الباكستانيين خلال شهر رمضان من البقاء على قيد الحياة في مخيمات تديرها السلطات والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية للأوفر حظا منهم، بينما يفتقر معظمهم إلى الغذاء ومياه الشرب والرعاية الطبية ويظلون عرضة للأوبئة التي تنتشر بسرعة.