استفاد سبعة يمنيين من مشاهداتهم لأفلام العنف الأمريكية فأعدوا خطة ماكرة لسرقة متاجر في منطقة البلد وسط جدة قبل أن يسقطوا في يد سلطات الأمن البارحة الأولى. تمثلت خطة الشبكة على السكن في بناية تعلو المتاجر المستهدفة مستفيدين من خلوها. وأمضى المجرمون أكثر من ليلة في المكان قبل أن يبدأوا في فتح ثغرة في الشقة مستخدمين المطارق والمحافر ثم هبطوا إلى المتاجر ونالوا مبتغاهم وهربوا إلى مكان غير معلوم. وقالت تقارير الشرطة إن المتهمين السبعة بقيادة زعيمهم «هائم» اختاروا مبنى مهجورا في منطقة البلد وسكنوا فيه بعض الوقت واتخذوه برج مراقبة لتحديد مخارج وثغرات المبنى. وعكف الزعيم هائم وأعوانه فؤاد عبدالغني 22 عاما، عبدالله أحمد 29 عاما، معاذ محمود 20 عاما، إبراهيم محمد 21 عاما.. على حفر أرضية الشقق العلوية الخالية بغرض فتح ثغرات تمكنهم من الولوج إلى المتجر الشهير. واستمرت عمليات الحفر لأكثر من ثلاث ليال وتمخضت الجهود عن إحداث ثغرات كبيرة في أسقف متجرين والدخول إلى أحدهما وسرقة خزانة مالية عملاقة والهروب بها إلى مكان مجهول. في صباح اليوم التالي فوجئ أصحاب المتاجر بالثغرات الهائلة في أسقف محالهم واكتشف أحدهم اختفاء الخزانة الرئيسة وبعد ساعات كانت السلطات الأمنية تسجل حضورها في مسرح الجريمة لاستكمال الإجراءات. فتحت شرطة البلد تحقيقا موسعا في الحادث وتم تشكيل فريق عمل برئاسة العقيد راشد السبيعي، ونجح فريق من الأدلة الجنائية في رصد بصمات مهمة من مسرح الحادثة، كما تم رصد كيفية دخول اللصوص إلى المتاجر كما عثر رجال الأمن على مخلفات مواد غذائية ومشروبات في الشقة العلوية، ما يشير إلى أن الجناة أمضوا وقتا طويلا في المكان. شرع فريق من أصحاب الخبرة في متابعة كافة البلاغات والحالات المشابهة بهدف حصر الشبهات والوصول للجناة فيما تفرغ ضباط البحث الجنائي في المركز في توزيع أفراد مدنيين في عدة مواقع حيوية داخل حي البلد. في الأثناء وصلت معلومات بحثية إلى مركز الشرطة عن أحد الأشخاص من جنسية يمنية يدعى «هائم» ينفق الأموال بطريقة لافتة ومسرفة برغم مما عرف عن تواضع حالته المادية، وبعد ضبطه وإخضاع بصماته للفحص تبين وجود صلة بينه وبين المعتدين على المتجر فلم يجد بدا غير الاعتراف بجريمته والإرشاد عن رفاقه الذين دخلوا إلى البلاد عن طريق التسلل والتهريب. وقال الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد إن التحقيق مع الجناة أثمر عن اعترافاتهم بسرقة المحال وما زال الرجال السبعة رهن التحري والتحفظ لحين استكمال إجراءات المحاكمة.