كلما حل رمضان المبارك تتجه الأنظار صوب الأسعار لكن قلما تتجه صوب التجارة المرتبطة بالشهر الكريم وأعني بها تجارة المسلسلات ولا يضاهيها غير المتاجرة بالدعاة الجدد! حيث تنشر إعلانات الفضائيات التبشير عن برامجها التوعوية التي يقودها كوكبة من الدعاة الجماهيريين بهدف جذب المشاهد العربي وتعليقه مقيدا أمام الشاشة! وبين إعلان وإعلان تظهر كلمة (حصري) مما يعني أن التنافس على أشده في امتلاك حق عرض المسلسلات أولا قبل الغير وكذلك الدعاة تختطفهم القنوات حتى صارت لهم أجور تضاهي أجور الفنانين المغنين والممثلين واللهم لا حسد! لكن انظر عزيزي القارئ إلى غزو «التسليع» لكل احتياجاتنا فكل شيء أصبح عندنا سلعة له ثمن وله سوق وله دعاية وله وسائل ترويج حتى مشاعرنا لاتخلو من هذا الغزو الذي تمارسه بعض الأغنيات العربية القائمة على السباب والشتائم والتهديد والوعيد اختفت الكلمة الحلوة .. وانتشرت الكلمة الجارحة! إما تكون خالية من الأدب بفجاجه فظة تفسد الإحساس!! وبعد كل هذا الاحتراب الفني والمعارك الفنية لا يزال الفن العربي درجة أولى لم يصل إلى الدرجة الإبداعية المطلوبة! التجارة غلبت! مسلسلات يفيض بها الشهر الكريم تجعل من الواقع العربي المر صورة تلفزيونية مخالفة للحقيقة في أغلب الأحيان! وتضيع المواهب بين الزحام فالمعروض لا يساوي الجهود وكل ما هنالك أن التجارة في الفن مفتوحة فصار كل من عنده قرشان منتجا وفنانا وصاحب استديو كمان!! الضوابط غير مرئية أو غير موجودة في الأصل والعراك على المشاهد لم يسلم منه حتى الذين يقولون عن أنفسهم الملتزمين في مواجهة الأغلبية من وجهة نظرهم المنحلين وأكلت التجارة الأخضر واليابس واختلط الحابل بالنابل! الفن العربي ظاهريا مزدهر لأنه مكلف بينما في الحقيقة هو مفلس حتى لو ازدهر وإفلاسه في ظهور أفكاره على الشاشة وكأنها مأخوذة من مجتمع لا نعرفه! وبات تصوير المشاهد الخارجة يدر ربحا أكثر مما يتصور الإنسان العربي المعروف أن عنده حياء وعنده دما! الفن يتساقط كأوراق الخريف.. والسباق في الشهر الكريم دليل على انفصال الرسالة الفنية عن الفن نفسه فأصبح الفن العربي بلا رسالة بقدر ما هو مليء بالتناقضات! خطأ الظن أن الجيل يتربى من البيت والمدرسة لقد أصبح التلفزيون مربيا، لذا عضوا على النواجذ أسفا!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة