توقع مستوردون ارتفاع أسعار حديد التسليح في الأسواق العالمية بعد ثلاثة أشهر من الآن، خصوصا في ظل تزايد أسعار المواد الخام والخردة على المستوى العالمي. وأشاروا إلى أن تزايد أسعار المواد الخام ستنعكس بصورة مباشرة على المنتج النهائي. وقال مدير شركة المجموعة السعودية الدكتور علي الدايخ «مستورد» إن سعر الحديد ما زال دون مستوى الأسعار التي وصلت إليها في عام 2008، حيث وصلت إلى 1450 دولارا للطن للمقاسات من 16 إلى 32 ملم، فيما تتراوح أسعارها حاليا بين 630 إلى 640 دولارا للطن. وتوقع أن تصل الأسعار إلى 800 دولار للطن ثلاثة آلاف ريال خلال عام تقريبا، حيث سترتفع بشكل تدريجي. وحول قرار الشركة خفض أسعار الحديد المستورد القطري بمقدار 370 ريالا، الصيني 100 ريال، التركي 50 ريالا، أوضح أن القرار جاء استجابة لمطالب وزارة التجارة والصناعة لتخفيض الأسعار باعتبارها من أكبر مستوردي الحديد، وبالتالي فإنها قادرة على ممارسة ضغوط على السوق ودفع المصانع الوطنية لمراعاة الظروف وخفض الهوامش الربحية. وأضاف أن الشركة استطاعت الحصول على كميات كبيرة من الحديد المستورد بأسعار منخفضة قبل شهرين عندما انخفضت في الأسواق العالمية، وبالتالي فإن الشركة ارتأت إعطاء الميزة للمستهلك للاستفادة من الأسعار التي حصلت عليها قبل الارتفاعات الأخيرة، مؤكدا أن الشركة عمدت إلى الخفض الجديد بالرغم من التزامها بدفع الرسوم الجمركية البالغة( خمسة في المائة) وبالتالي فإن المستهلك كانت استفادته أكثر لو تم إلغاء هذه الرسوم، إذ ستنخفض الأسعار بحوالي الخمسة في المائة، أيضا مؤكدا أن الشركة اتخذت خطوة الخفض استجابة لطلب وزارة التجارة والصناعة و إعطاء دفعة أمامية لعل الآخرين يتخذون نفس الخطوة. واعتبر الحديث عن سياسة إغراقية للمصانع التركية أمرا مستغربا للغاية، خصوصا وأن المصانع التركية لا يوجد لديها اتجاه نحو إغراق الأسواق، فهي تستورد الخردة من المصادر نفسها التي تستورد منها المصانع الوطنية، مبينا أن الفارق الوحيد بين المصانع التركية والوطنية يكمن في قدرتها على التصدير بأسعار منطقية، مؤكدا أن الحديث عن الإغراق يهدف لإبعاد المنافسة عن السوق ومنع الشركات من الاستيراد. واعترف أن الانخفاض الحالي يبقى مؤقتا، خصوصا وأن الكميات التي تم التعاقد عليها بالأسعار المنخفضة محدودة، إذ يمكن أن تستمر لمدة شهر أو شهرين، بيد أن الأمور يمكن أن تشهد تطورات خلال الفترة المقبلة. بدوره اعتبر سامح عبد القادر المدير التنفيذي لمصنع طيبة للحديد أن تراجع أسعار الحديد المستورد ليس مرتبطا باتجاه الأسواق العالمية، فأسعار المواد الخام تسجل ارتفاعا ليصل سعر كتل الصلب إلى 620 دولارا للطن مقابل 590 دولارا خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن الانخفاض مرتبط بوصول الشحنات التي تم التعاقد عليها قبل شهرين تقريبا، خلال تراجع الأسعار في تركيا والصين، وبالتالي فإن الشحنات الجديدة تقل عن الأسعار المتداولة حاليا. وبين أن الشحنات التركية أو الصينية تتطلب فترة لا تقل عن 45 إلى 60 يوما من فتح الاعتمادات المالية حتى تفريغها من البواخر إلى المخازن، مؤكدا أن خفض أسعار الحديد المستورد لا يمثل اتجاها جديدا لدى الموردين، بقدر ما يمثل انخفاضا في أسعار التكلفة.