خمسمائة شاب من شباب جدة اكتشفوا أن الشكوى لم تعد تجدي شيئا، والحديث عن الحفر التي تملأ شوارع مدينتهم بات حديثا مملا، وأدركوا أن المطالبة بمعالجة تلك الحفر التي لا يكاد يخلو منها شارع، سواء كان رئيسيا أو فرعيا، ذا اتجاه واحد أو ذا اتجاهين، تكاد تكون مطالبة بمزيد من الحفر، وأدرك الشباب أنه إذا كان من المستحيل رؤية شركات تردم تلك الحفر وتعالج ما تتركه في الشوارع من ندوب فإن من المؤكد رؤية شركات يجوب عمالها الطرقات على أمل أن يجدوا شارعا واحدا ووحيدا لم تطله عمليات الحفر والجرف فيلحقوه بما سبقه من الشوارع ويساووا بينه وبين غيره في عدد الحفر وعمقها والمسافات بينها. الخمسمائة شاب قرروا أن يكونوا عمليين، فتوقفوا عن عمليات الندب على جدة والتذمر من الجهات المسؤولة عن إصلاح شوارعها، وبدأوا ردم تلك الحفر بأنفسهم وفق عمل جماعي يعيد إلى الذاكرة العمل الجماعي التطوعي الذي نهضوا به في أعقاب كارثة سيول جدة. الشباب بعملهم التطوعي لن يجملوا شوارع جدة فحسب، بل سوف يجملون وجه مجتمع جدة حين يبرهنون على أن أبناء هذا المجتمع قادرون على التطوع للعمل من أجل مدينتهم وإصلاح ما عجزت الأجهزة المختصة عن إصلاحه فيها. وعلى الرغم مما نهض به هؤلاء الشباب أيام كارثة جدة وما ينهضون به اليوم من إصلاح لشوارع جدة فإننا لن نعدم أن نجد من بيننا من يصحو من نومه متأخرا ليدبج الخطب والمقالات متحدثا عن ضياع الشباب وعدم إحساسهم بالمسؤولية واستغراقهم في اللهو، ثم يتصدر مجالس النصح والوعظ محذرا من مغبة ما يعانيه الشباب من ضياع وفوضى وتقليد للغرب. ثمة من يستيقظ من نومه متأخرا، أو من يغط في نومه، ولا يرى ما يقدمه الشباب لمدينتهم من عمل يحق للمدينة أن تفاخر به. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة