ما زال العاملون على «طاش ما طاش» متورطين بالمباشرة رغم خبرة 17 عاما في تقديم المسلسل، هذه الخبرة كان من المفترض أن تترك أثرها على «المبدع ناصر القصبي» هذا الفنان المولود في بيئة غير فنية وعبدالله السدحان، لكنها للأسف لم تترك أثرها وما زالا متورطين بالمباشرة التي تفسد الفن. وحتى لا يصبح الكلام السابق هجوما غير مبرر، دعونا نعيد كتابة سيناريو حلقة «تعدد الأزواج» كما أراه فنا. تبدأ الحلقة بتقديم رجل طيب وزوجته التي كافحت معه إلى أن أصبح غنيا، يقرر الرجل الطيب الزواج من فتاة شابة من باب أن ما يقوم به لا يدخل ضمن الظلم الذي يرفضه المجتمع، في نفس الوقت تدخل الزوجة في حالة حزن. تنتقل الكاميرا لبيت الزوجة الجديدة والزوج الطيب يشاهد الزوجة المنتظرة الرؤية الشرعية، ثم تقطع الكاميرا على الزوجة التي أنهكها الحزن والبكاء فنامت، ثم يعرض كل ما قدم في الحلقة من لقطات لامرأة تعدد الأزواج إلى أن تصل للقرعة بين الأربعة أزواج لأنها تريد الزواج من خامس. فتنهض الزوجة مفزوعة ومرعوبة من ذاك الحلم الذي يتصادم مع الواقع المعاش لها، أو مع المقدس الذي تم تأسيسه بداخلها قبل وعيها، فتتمتم: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». ثم تذهب المرأة لتتوضأ، وتصلي ركعتين لاعتقادها أن حلمها من صنع الشيطان، ويجب عليها أن تتوب عن ذاك الحلم وتستغفر، رغم أنه حلم. ما إن تنتهي من الصلاة حتى ترفع يديها، تدعو الله بأن يصرف زوجها عن الزواج مرة أخرى، أو يجعله يرى الفتاة قبيحة فلا يقدم على الزواج عليها. بعد هذا المشهد يسدل الستار على الحلقة دون أية إضافة أو تعليق أو محاكمة. فالفن ليس مهمته أن يحاكم أحدا، أو يوجه المشاهد لرؤية المشهد من منظور إيديولوجي مؤيدا أو معارضا لتلك الصور، فمهمته أي الفن أن يسلط الضوء على الواقع ويخرج تناقضاته بوضوح، ويترك المشاهد يتأمل كل هذه الصور التي كان يعيشها لكنه لم يخضعها للعقل الواعي. وتأمله لكل هذه الصور ربما يجعله يعيد النظر في ذاك الواقع؛ لاكتشافه التناقضات التي كان يعيشها، أو يرى أنها أي الصور لا يوجد فيها أي تناقض، ويستمر كما هو دون تغيير. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة