قرأت عبر الأسابيع الماضية كثيرا مما كتب حول التشكك من جدوى ما تقوم به الهيئة العامة للاستثمار حين تفتح باب الاستثمار واسعا على مصراعيه ليلج منه المستثمر الأجنبي مكتسحا كل من في طريقه من كبار وصغار المستثمرين من أبناء البلد على السواء، ثم لا شيء غير ذلك. الدكتور عبد العزيز العويشق في «الوطن» يعلق على ما جاء في التقرير السنوي لمنظمة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة والذي ذكر فيه أن المملكة احتلت المركز الثامن دوليا في اجتذاب الاستثمار الأجنبي في عام 2009م بقوله: «هذا إنجاز كبير تشكر عليه الهيئة العامة للاستثمار والجهات الحكومية الأخرى التي عملت طويلا لتطوير بيئة الاستثمار في المملكة، ولكن كيف نستفيد من هذه الاستثمارات بالشكل المطلوب؟». والاستاذ داود الشريان في «الحياة»، يستعرض ما ورد في بيان الهيئة الذي ذكرت فيه بعض الإنجازات التي تحققت بفعل الاستثمار الأجنبي، ثم يعلق على ذلك معلنا تشككه في صحة ما يقوله بيان هيئة الاستثمار من أن الاستثمارات الأجنبية تتيح فرصا للسعوديين للاستفادة منها، ويطالب الهيئة بالكشف عن أسماء الشركات الأجنبية التي تستثمر في مجال الصناعة والمقاولات والقطاع التجاري، كما يطالبها بالكشف عن عدد المستثمرين فيها وتبيان جنسياتهم. الدكتورة حسناء القنيعير كتبت في صحيفة الرياض تعرض بالتساهل الذي تمنحه الهيئة للمستثمرين الأجانب الذين وصفتهم (باللصوص الجدد) إشارة إلى ما حدث من هروب بعض المستثمرين بأموال ضخمة مستنزفة من أموال المواطنين. الدكتور علي الموسى يتساءل عن غياب الآثار الإيجابية للاستثمار الأجنبي على المواطن والمجتمع، والدكتور عبد الله الفايز في الاقتصادية، يرى أن هيئة الاستثمار تتصرف وكأنها أنشئت من أجل تشجيع الاستثمار الأجنبي فقط حتى وإن جاء ذلك على حساب قمع الاستثمار المحلي. وهناك غير هذه الكتابات كثير، مما يتضمن الشك وعدم الرضا عن السياسة التي تنتهجها هيئة الاستثمار، فالمتوقع أن تشجيع الاستثمار الأجنبي يقوم من أجل تقديم منافع اقتصادية للبلد وللمواطنين مثل نقل التقنية والخبرات، وزيادة حجم الخدمات المساندة، وتوفير فرص عمل أكثر للعاطلين من المواطنين. إلا أن ما هو موجود من استثمارات أجنبية لم يحقق شيئا من ذلك، وإنما هو صار يعمل على العكس.. وإذا كان الأمر كذلك ألا يستحق أن يطرح هذا الموضوع لنقاش رسمي موسع، سواء عبر مجلس الشورى أو الغرفة التجارية أو غيرها، فيلتقي المسؤولون في الهيئة، والمستثمرون الوطنيون، وأصحاب الاهتمام بهذا الشأن من الاقتصاديين والمفكرين لمعالجة هذا الانحراف في سياسة تشجيع الاستثمار الأجنبي وإيجاد سبل أفضل لتدارك المشكلة قبل أن تكبر أكثر، فنغرق في سوء تطبيقاتنا. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة