وأحسب أن ماهو في حكم نشر الوعي الثقافي المصاغ، هو كل ما يأتي من المكون المعرفي الثقافي المختلف الموارد والمشارب المعتمد على رؤية ودراية وحنكة وخبرة الكاتب/ الكاتبة فيما يكتب بيسر، حينما يستوعب القارئ ذلك بكل سهولة وفهم، هنا يكون الكاتب أو الكاتبة، قد أفلح في توصيل أو تمرير المعلومة للقارئ دون عناء ومشقة، فنجحت عملية التوصيل والتحصيل المفيدة للطرفين. فالصحافة علم قائم بذاته ومن مقوماته الخلق والإبداع، مثلما هو في سائر الفنون الأخرى، إلا أن الصحافة تمتاز بميزات ضافية ووافية ولا تقتصر على العمل الفردي بل الجمعي وكل في مجال تخصصه، وللصحافة أساليبها وطرقها المنفردة في كسب رضا القارئ، مثلما لها مشاهيرها ونجومها الذين أمضوا زهاء أعمارهم في دورهم الصحافية في صحبة الورق والقلم إن لم يكن الألم فيما بعد. ودعونا نتخيل لو لم تكن هناك صحافة وفضاءات إعلامية مساندة لنشر الوعي الثقافي من قبل ومن ثم من بعد. ما هو واقع الحال عليه حاليا؟ أليس هو الجهل والتخلف والتشبث بالعادات والتقاليد البالية واجترار المفاهيم البائدة في ثقافة الممانعة والمصادرة والإقصاء وحجب الآراء لإسكات ما ينبغي للغير إسكاته للانفراد بالرأي الأوحد، الذي لازلنا نعاني منه ليومنا هذا من قبل الغير المتشبث بأفكاره التليدة وقد بدأ انحسارها وإعسارها، مما جعله يستشيط كلما سمع ورأى من تقدم نهضوي وانفتاح للمجتمع على العالم الآخر لتأخذه العزة بالإثم فيطلق عقال لسانه حين يغيب إعمال العقل، لإحساسه بدنو غروب شمس مزاعمه وافتراءاته المدحوضة، فلم تعد تلك الخزعبلات والأحاجي رهن زمننا الحاضر، فلكل زمان ناسه وحضارته وهذا ما تسير عليه بلادنا في مواكبة الحضارة الناظرة بعين الاعتبار لكل ماهو مفيد ويتواءم مع طبيعة المجتمع، ونبذ ما يخالف شريعتنا الإسلامية السمحة.. وفيما قلته عن الرسام والنحات فهو العمل المهني الفني المرادف لمهنة الكاتب/ الكاتبة، فلا أغالي إذا قلت أيضا إن فيما يتناوله الكاتب أو الكاتبة، بقلمه أشبه بصائغ الذهب الذي يجلو الشوائب في قولبته في مشغولاته الذهبية الدقيقة، فالكاتب يجلو بقلمه أفكاره وآراءه بحذاقة ومهارة الجواهرجي والذي ربما لكل مسمى من اسمه نصيب. حينما كان مسمى الجورنالجي، يعني الكاتب في الجورنال، الذي تأتي كتاباته لامعة وشفافة ومؤثرة ناضحة الوضوح والإيضاح.. تلك لعمري هي ميزة وامتياز فن الصائغ بالفن المصاغ!!. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة