ينتظم العديد من السعوديين حول الإطار العام لحلبة المنافسة في المجال الفني الدرامي المطروح على صعيد العالم العربي، خاصة وأن الفضاء العربي بات يعرض للمشاهد أفكارا اجتماعية جريئة ذات وجهة نظر معتدلة وموضوعية، ولها وجود في السعودية، ولها مصداقية في طرحها المادي. وتقوم القنوات الفضائية في شهر رمضان المقبل، بعرض العديد من المسلسلات التي تم إعدادها إعدادا جيدا يستهدف تقريب المسافات الثقافية الفنية بين دول العالم العربي وبالاعتماد على الفن وهي لغة عالمية، والتأكيد على الحس الفني الراقي الذي يسمو بالغرائز، ويزكي النفوس والروح، ويتفاعل مع الواقع الاجتماعي لتشخيص ووضع وطرح البدائل المختلفة لعلاج مشكلاته. وهنا نحن نلحظ تكدسا وزحاما شديدا في الإعلان عن زخم من مسلسلات سيتم عرضها في الفضائيات خلال شهر رمضان المعظم، شهر الصوم والعبادة والصلاة وقراءة القرآن الكريم والتدبر في الكون والتقرب إلى الله. ورغما عن ذلك يغرون الشباب والسيدات وضعاف النفوس، فمثلا هناك مسلسلات فيها نوع من الترفيه البريء وعرض لبعض مشكلات المجتمع مع وضع الحلول لها، هاكم مسلسل «اختفاء سعيد رمضان» مسلسل اجتماعي يعرض لنموذج يتمتع بالشهرة والثراء الذي يأبى هذه الحياة أخيرا ويشارك في حياة صاخبة مع أصدقاء آخرين، ويتم تسويق هذا المسلسل لدى كثير من الفضائيات العربية، منها الفضائية العربية السعودية. وهكذا مسلسل «سقوط الخلافة» وطاش ما طاش.... إلخ. إن شركات الإعلان تتبارى في إقناع المواطنين بأن الترويج له شأن كبير في تنقية الصدور وتطهير القلوب وإذكاء العقول وعصف الأفكار والمعلومات، «روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا أكلت عميت»، أيضا كما قلت عن المسلسلات هناك مسلسلات هابطة ورديئة ولا تتفق مع روحانية هذا الشهر الفضيل، فهل الترويح هو الابتذال الفكري والعربي الأخلاقي والمراهقة السلوكية واستهداف المتعة الرخيصة، وتقديم شخصيات تمثل خلاعة الشباب واسترجال النساء وتحريضهن على الخروج عن خط السواء السلوكي، وقيم المجتمع الثقافية. إن كاتب هذا المقال وهو يعمل مستشارا اجتماعيا في وزارة الشؤون الاجتماعية، أي أنه قريب من المشكلات الاجتماعية، في نفس الوقت لديه أبناء في أعمار مختلفة، يعدهم لتحمل المسؤولية للمشاركة في عمليات البناء والإعمار من خلال خطط التنمية الوطنية المستدامة، وتحفيزهم للأخذ بقيم التعامل السلوكي السوي، وتزويدهم بالمعرفة العامة والمعلوماتية الرصينة للمشاركة الفاعلة في نهضة المجتمع وتقدمه، والحرص كذلك على الحراك الثقافي والفني الذي بلغ شأنا كبيرا في بلادنا... وإزاء ذلك فنحن نعتقد بأن الفن الرفيع الراقي له دور فاعل في النهوض بالنشاط العام في الشأن العام وفي الشرائح العامة للمجتمع.. نعم للفن الملتزم توجه إيجابي، وهو خطاب إبداع في العقول الواعدة والقلوب الرحيمة والنفوس الطامحة والنظرات الثقافبة، وللفن الملتزم أيضا منهجه الأكثر تعبيرا عن الواقع، وإثبات للوجود الداعم للحقوق حق التعبير الحر والتأمل الرحب، والانفتاح على الآخر المتوافق، والتصدي لقيم الانفتاح غير المرغوب فيها. إن الإعلام الجيد يمثل رسالة نماء وعطاء إنساني... فهل لنا من طرق لتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي العربي حتى لا يكون إعلاما خارج السياق.. أو بعيدا عن عمليات التقويم والتوجيه والتصويب، والاهتمام بعملية انتقاء عمليات الدراما التي يتم تعليقها من الخارج حتى لا يهتم بعشوائية الاختيار. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 267 مسافة ثم الرسالة