أكد أمين عام دارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد السماري، أن تسجيل حي الطريف في الدرعية في قائمة التراث العالمي في اليونسكو يضع الدرعية التاريخية في موقعها الصحيح بالنسبة للتراث العالمي، وهو ما يؤكد القيمة التاريخية لهذا الموقع الذي شهد أحداثا تاريخية أسهمت في تحولات كبيرة في تاريخ شبه الجزيرة العربية. وهنأ السماري صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مثمنا الجهود التي بذلتها الهيئة حتى تمت موافقة لجنة التراث العالمي في اليونسكو على تسجيل حي الطريف في الدرعية التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي. حي الطريف يقع في الدرعية القديمة فوق الجبل الجنوبي الغربي من منطقة الدرعية ذات الأهمية السياسية كعاصمة للدولة السعودية الأولى، ومركز علمي وثقافي في الجزيرة العربية، تأسست على ضفاف وادي حنيفة عام 850 ه / 1446م. الطريف الذي تم تسجيله في قائمة التراث العالمي، محاط بسور أثري قديم ويشرف من علو بارز على باقي المدينة، ويضم الحي قصور آل سعود. رفعت الهيئة العامة للسياحة والآثار ملف ترشيح موقع حي الطريف للتسجيل في مركز التراث العالمي في اليونسكو في بداية 1430ه، حيث أحيل إلى المنظمة العالمية لصون المواقع التراثية، لمراجعة الملف وتقييم الموقع في سبتمبر من العام الماضي، وفي هذه الفترة زار خبير دولي من المنظمة العالمية لصون المواقع التراثية، موقع حي الطريف لتقييم الموقع، وأعد تقريرا تم رفعه إلى مركز التراث العالمي في منظمة اليونسكو، حيث نوقش التقرير، وعرض الموضوع في اجتماع لجنة التراث العالمي المنعقدة في البرازيل، وفي ضوئه اتخذ قرار اعتماد موقع الطريف كموقع تراث عالمي. تعتبر الدرعية التاريخية واحة من واحات وادي حنيفة، استقطبت الاستقرار الحضري منذ أقدم العصور، وتحتل منطقة انعطاف وادي حنيفة مكونة منطقة العوجاء الاسم التقليدي الذي عرفت به الدرعية، كما تتميز بالمظاهر الطبيعية الجميلة كالروافد والشعاب والأراضي الخصبة، وكلها معالم خلابة من التراث البيئي الذي يرتبط بتجربة الإنسان الحضارية في الاستقرار والبناء والتعمير، ويظهر المنجز الحضري في الدور السكنية وأنظمة الري والقنوات والأنفاق والقرى الزراعية في الدرعية ومحيطها الجغرافي. بظهور دعوة الإصلاح، بعد أن احتضن حاكمها الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى (1157-1233ه/1788-1818م)، دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بدأت صفحة جديدة في تاريخ الدرعية، حيث أصبحت أقوى مدينة في بلاد نجد تحمل رسالة الإصلاح وتحقق كثيرا من النجاحات، وقوى مركزها السياسي والعسكري والديني وتدفقت عليها الثروة، وتقاطر التجار على أسواقها، وغدت منارة للعلم والتعليم، وتوافد عليها طلبة العلم من جميع الأقطار. اهتمت الدولة بتطوير الدرعية، حيث صدر الأمر السامي رقم 528/م وتاريخ 17/6/1429ه بالموافقة على أن تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مسؤولية تطوير الدرعية عبر لجنة عليا برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز وعضوية عدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة، ويشمل برنامج تطوير الدرعية التاريخية القرى والأحياء في الضفة الشرقية من الوادي.